مختار الكسباني: المغرب سبب مباشر في تهويد القدس! مختار الكسباني أعربت وزارة الشئون الخارجية والتعاون المغربي عن استنكارها لتصريحات الدكتور مختار الكسباني مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر التي حمّل فيها المغرب مسئولية محاولات تهويد القدس . حيث وجهت السفارة المغربية بالقاهرة مؤخرا بيانا إلى المجلس الأعلى للآثار المصري موضحة أن المغرب ليس مسئولا عن المحاولات الصهيونية لتهويد القدس، وأن مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قد جانبه الصواب حينما حمل المغرب وحده هذه المسئولية على حد قولهم. وكان الكسباني قد علّق في قت سابق على قرار نتانياهو بضم الحرم الإبراهيمي للتراث الإسرائيلي بالقول إن "تراخى المغرب سبب ضياع آثار فلسطين"، وطالب بوضع ملف القدس في أيدي دولة إسلامية قوية ذات علاقات دولية متينة مثل تركيا مشيرا في تصريحات سابقة ل "محيط" أن قرار نتنياهو ضم الحرم الإبراهيمي، جاء نتيجة وضع الدول العربية "ملف القدس" في أيدي "المغرب" الذي يعاني من ضعف داخلي. وقال الكسباني أن علاقة المغرب بكل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو محدودة، حيث يضم المغرب أكبر تجمع يهودي في العالم، وبه أربعة وزراء يهود، ووصف الكسباني موقف المغرب تجاه القضية الفلسطينية ب" الضعيف". القدس وكان مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار قد ذكر أثناء تعليقه على قرار نتنياهو بضم الحرم الإبراهيمي ل "محيط" أن هذا القرار أتى نتيجة وضع الدول العربية "ملف القدس" في أيدي "المغرب" حيث وصف أن تعامل الحكومات العربية مع ملف القدس يتسم بالغباء – على حد قوله - حيث أوكلت ملف "القدس" إلى دولة المغرب عام 1976وهي دولة لا تتمتع بأي شعبية أوروبية وليس لها ثقل سياسي . وكان إسناد ملف القدس لها هي الخطيئة الأولى التي ارتكبتها منظمة الدول الإسلامية وجامعة الدول العربية في اجتماعهم، في حين تتعامل إسرائيل بحنكة وتحدد أهدافها بدقة، حيث اتفقت عام 1974 مع جامعة في لندن لعمل حفائر تحت المسجد الأقصى لاثبات الوجود الإسرائيلي في القدس، ومنذ هذا الوقت لم يعثروا على أي أثر يهودي ومن ثم تنتزع إسرائيل بعض الآثار الموجودة في القدس وتزعم أنها تراث يهودي، مثل الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح. ويضيف الكسباني مدير عام إدارة متابعة الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلي للآثار أن الحرم الإبراهيمي تم بناؤه في العصر الأموي وتم تجديده على مر العصور وصولا إلى العصر العثماني، وبالتالي فلا جدال في أنه أثر إسلامي عربي، وضم إسرائيل هذا البناء لتراثها اليهودي يكشف بوضوح المخطط التي تسعى إليه وتريد تنفيذه وهو الاستيلاء على كل المقدسات . اسرائيل تريد ان تتغلغل ليس في القدس فقط بل في سائر الأراضي العربية، فستسعى – يواصل الكسباني - أيضا لضم أراضي خيبر، والنضير، وبني قنيقاع في الأراضي السعودية، ثم لضم الأراضي اليهودية في اليمن، هو مخطط صهيوني متكامل لكن حكوماتنا العربية ووزراء خارجيتها أجهل من استيعابه. جرافة إسرائيلية ولوقف المخطط الصهيوني والمزاعم الإسرائيلية يشير د.مختار إلى عدة عوامل تتمثل أولاها في عقد مؤتمر إسلامي موسع وسحب ملف القدس من المغرب وإعطاءها لتركيا وهي دولة إسلامية لها علاقت قوية مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا وإسرائيل وستستطيع خدمة القضية ليس ذلك فحسب بل لأن تركيا لديها مكتبة زاخرة بالوثائق التاريخية التي تثبت عروبة القدس واعترفت بها عصبة الأمم سابقا. وثاني تلك العوامل أن تتحد الدول العربية أمام عدوها المشترك وأن تجند الإعلام لخدمة القضية بدلا أن نكرسه للنزاعات بين الدول العربية. عمليات التهويد من جانب آخر أعلنت صحف إسرائيلية أن ثمة خطة بالبلاد لصيانة وتطوير 150 موقعا أثريا لربطها "بمسار تاريخي توراتي" مشترك يمتد من شمال إسرائيل إلى جنوبها بغية تعريف الأجيال الناشئة بالتراث اليهودي والصهيوني. وتواجه مدينة القدس منذ استيلاء اسرائيل عليها 1967 ، أكبر عملية تزوير لطابعها الإسلامي والعربي أو ما تسمى بعمليات "تهويد القدس" ، تشمل أسوار البلدة القديمة وأبوابها والمحيط الملاصق للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، والأحياء المقدسية داخل الأسوار ، والتي كانت إحدى حلقاتها مؤخرا إعلان ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي، و عزم إسرائيل إقامة متحف على منطقة المقابر الإسلامية بالقدسالمحتلة ، متحدية القانون الدولي الذي يجرم ذلك . إضافة لإقامة مشاريع سياحية إسرائيلية تتناقض مع الطابع الديني الإسلامي في القدس، والتركيز على منطقة حائط البراق على أنها "حائط المبكى" المقدس في المعتقدات التلمودية لاختطاف المدينة المقدسة. والأهم هو الحفريات تحت أساسات "الأقصى" تمهيدا لانهياره وبناء الهيكل المزعوم مكانه بالتزامن مع بث أدبيات وأيدولوجيات توراتيه تحرض على هدم الأقصى، في وقت يتسابق فيه نحو 25 تنظيماً إرهابياً يهودياً على اقتراف الانتهاكات والجرائم ضد القدس ومقدساتها وأهلها. ويهدف الكيان العبري من هدم المنازل الفلسطينية الي إيجاد التواصل مع المستوطنات المحيطة والتي تتزايد يوميا , وعزل وتفريغ المدينة من الفلسطينيين, ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى ليتسنى بعد ذلك هدمه, وقد صاحب هذا العمل تحرشات وانتهاكات من جماعات يهودية متطرفة قامت بدعوات لاقتحام المسجد.