تختتم اليوم فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 في قاعة الأمير تركي في جامعة النجاح بمدينة نابلس برعاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبحضور وزير الخارجية الأردني ناصر جودة ووزير الثقافة نبيه شقم ووفد رفيع المستوى من دولة الكويت وجمهورية مصر العربية. ويتضمن الحفل كلمة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وعرض فيلم قصير عن القدس وفقرة غنائية للفنان التونسي لطفي بشناق وعرض فلكلور شعبي من القدس. بدأت الاحتفالات منذ صباح اليوم في مدينة القدس في المراكز الثقافية الألمانية والفرنسية وغيرها من المراكز الثقافية وتم عقد ورشات عمل ومسيرات كرنفالية في شوارع القدس. ورغم الحضور الرسمي الفلسطيني والعربي للاحتفال أمس، فقد منعت إسرائيل كافة فعالياته داخل مدينة القدس واعتقلت عددا من المشاركين فيها، في محاولة لتغييب هويتها العربية وتكريس احتلالها للمدينة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حفل اختتام الفعاليات مساء الخميس في نابلس وتسليم الشعلة إلى الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010، أن "ما حدث في القدس من أعمال بربرية قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل الذين يحتفلون بالقدس عاصمة الثقافة العربية". وأضاف كما نقلت عنه فضائية "الجزيرة" القطرية ستبقى القدس "هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية والأمة العربية والإسلامية"، مشيرا إلى أنه بدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية "لن يكون هناك سلام إطلاقا". ودعا الرئيس الفلسطيني اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط إلى اتخاذ خطوات عملية لإنقاذ المسيرة السلمية المتعثرة. واشتمل الحفل على عرض مصور لعدد كبير من الأنشطة التي شهدتها المدن الفلسطينية وعدة عواصم عربية وأجنبية احتفالا بالقدس عاصمة الثقافة العربية. وكانت احتفالية "القدس عاصمة الثقافة العربية 2009" ، التي أقرها وزراء الثقافة العرب انطلقت في القدس يوم 22 يناير الماضي، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت تلك الفعاليات واعتقلت عددا من المنظمين. قال القيادي حاتم عبد القادر مسئول ملف القدسالمحتلة في حركة فتح "ان القدس والمقدسيين كانوا مغيبين طوال العام في الفعاليات، اما الاحتفالية الختامية فكانت اعلامية ولم تعرف معظم الناس عنها شيئا". لكن رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة ورئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية، اعتبر كما نقلت عنه صحيفة "العرب" اللندنية أن الاحتفالية حققت نجاحا كبيرا رغم اجراءات وممارسة الاحتلال التي حالت دون اقامتها بالقدس على اعتبار أن مثل هذه الاحتفالية ترمز الى "سيادة فلسطين على القدس". وتتعرض مدينة القدس التي احتلتها اسرائيل عام 1967، واعتبرتها عاصمتها الموحدة وضمتها اليها عام 1980، لعملية تهويد مكثفة. والخميس سارت مجموعة كشفية في القدس القديمة عزف خلالها النشيد الفلسطيني باتجاه تجمع ضم نحو 150 شخصا عند باب العمود المدخل الرئيس للقدس القديمة وسط هتافات "القدس عربية"، ورفعت امرأة من بينهم العلم الفلسطيني في اطار الفعاليات الختامية لاحتفالية "القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009". وعندها تدخلت الشرطة الاسرائيلية وفرقت التجمع الذي اعتبرته غير قانوي بالقوة، واعتقلت ما لا يقل عن 12 مواطنا وسحبت هويات اخرين، بحسب مركز القدس للحقوق الإجتماعية والإقتصادية. وفي سياق متصل اختتمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أمس الأول في أبوظبي فعاليات احتفالها بالقدس عاصمة للثقافة العربية 2009، والتي استمرت على مدى ثلاثة أيام بتقديم مسرحية “لا هواء" على خشبة المسرح الوطني بأبوظبي. وشهد المسرحية عدد من المسئولين في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ونخبة من الممثلين الإماراتيين والأدباء والمهتمين بالمسرح. ووفق صحيفة "الاتحاد" الإماراتية يقوم النص المسرحي على محاكاة قصة حقيقية في الواقع الفلسطيني، حيث أهدى إلى أهالي غزة المحاصرين، كما جاء في بوستر المسرحية. تدور أحداث القصة في بيت فلسطينيبغزة يرقد ابنهم الصغير مريضاً والأم في حيرة من أمرها لما سيئول عليه حال ابنها والأب متحير أيضاً والجدة مشغولة بحلم تسليم مفتاح بيتها القديم إلى الابن الأكبر "الثاني" وثمة صراع بين أخ الزوجة وأخ الزوج أي بين الخال والعم وهو الصراع الفلسطيني بين الأخوة وأبناء العمومة بينما ترقد القضية مريضة مشلولة تريد هواء ولا هواء. وفي الأردن اختتمت لجنتا الدراسات والنقد في رابطة الكتاب فعاليات مؤتمر القدس وشاركت فيه نخبة من الباحثين والدارسين, وذلك ضمن الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية هذا العام، حيث بدأت فعالياته يوم الثلاثاء الماضي وسط حضور عدد من المثقفين والمهتمين. وأدار الجلسة الختامية المحامي جميل نصراوي بعنوان شهادات مقدسية, وتحدث فيها د.صبحي غوشة عن الاحتلال الذي يمثل اعتداء على حقوق الانسان, حيث أنه بموجب المواثيق والمعاهدات الدولية واجراءاته في القمع والبطش والسجن والتشريد ومصادرة الأراضي والعقارات وهدم المنازل وسحب الهويات والعقوبات الجامعية, كلها تمثل انتهاكا لحقوق الانسان لكن المجتمع الدولي لا يكترث بمعاقبته على هذه الانتهاكات لافتا انه سوف يعمل للاخرين حتى يبلغ الشيخوخة. واختتمت الفعاليات بحفل موسيقي للفنانين لارا عليان وطارق الجندي اللذين عزفا معزوفتين غنى معهما القلب معزوفة الحنين للقدس وذكرياته.
