منذ إدراج رياضة هوكي الجليد للسيدات في دورات الألعاب الأولمبية الشتوية للمرة الأولى في أولمبياد ناجانو 1998، كان السؤال المحير دائما هو (من يحرز المركز الثالث؟). وعلى مدار الدورات الأولمبية الشتوية الماضية، فرض المنتخبان الكندي والأمريكي سيطرتهما على هذه اللعبة وقد يستمر هذا الوضع في الدورة الثانية والعشرين والتي تنطلق فعالياتها بعد غد الجمعة في منتجع سوتشي الروسي. ويأمل المشاركون في أولمبياد سوتشي 2014 والمتابعون له في أن تؤدي التغييرات في نظام المسابقة لصعوبات تواجه كلا المنتخبين اللذين ينتميان لقارة أمريكا الشمالية. وكانت المباريات غير المتكافئة، والتي كانت من طرف واحد بالفعل، في الماضي أمرا يهدد مستقبل هوكي الجليد في الدورات الأولمبية بالنسبة للسيدات. والآن، أوقعت قرعة المسابقة في أولمبياد سوتشي المنتخبين الكندي والأمريكي سويا في المجموعة الأولى مع منتخبي فنلندا وسويسرا وهم أصحاب المراكز الأولى في التصنيف العالمي لمنتخبات اللعبة. وصرحت مولي تشاوس حارسة مرمى المنتخب الأمريكي، إلى الصحفيين أمس الثلاثاء: "إنه أمر جيد. عندما تشارك في الدورات الأولمبية ، تريد مواجهة أفضل الفرق في العالم. والآن سنحت لنا الفرصة أن نواجه هذه الفرق منذ البداية". وتضم المجموعة الثانية منتخبات روسيا صاحبة الأرض والسويد وألمانيا واليابان. وطبقا للنظام الجديد للمسابقة في أولمبياد سوتشي، يتأهل الفريقان صاحبا المركزين الأول والثاني بالمجموعة الأولى إلى المربع الذهبي بينما يلتقي المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني في المجموعة الثانية مع صاحبي المركزين الثالث والرابع بالمجموعة الأولى ليتأهل من هذه المواجهة فريقان إلى المربع الذهبي. ويجعل هذا النظام الجديد من المسابقة "أكثر شبها ببطولة العالم"، حسبما قالت جيسي فيتر حارسة المنتخب الأمريكي. وأضافت فيتر :"نقول دائما إنه إذا لعبنا هوكي جيد ، فلا يعنينا من هو المنافس. نرى أننا فريق قوي.. في كل بطولة نخوضها ، نسعى لحصد الذهب. وأعتقد أن هذا هو ما نسعى له". ولم يخسر أي من المنتخبين الكندي أو الأمريكي في أي مباراة خاضاها أمام أي فريق آخر منذ إدراج منافسات هوكي الجليد للسيدات في الدورات الأولمبية الشتوية حيث اقتصرت خسارة أي منهما في المباريات التي تجمع بينهما فقط. وفاز المنتخب الأمريكي بالمسابقة في 1998 بينما احتكر نظيره الكندي الميدالية الذهبية في الدورات الثلاث الماضية وذلك في أعوام 2002 و2006 و2010. وقال كيفن داينين المدير الفني للمنتخب الكندي إن المنافسة الكندية الأمريكية تعني "كثيرا من الضغط" ولكن "الضغط لا يخيف لاعباتي وإنما يثير حماسهن". ومع استمرار هذا الضغط، لا ينتظر أن يفوز المنتخب الروسي بالميدالية الذهبية على عكس الحال بالنسبة للمنتخب الروسي للرجال. وقالت ألكسندرا كابوستينا مدافعة المنتخب الروسي، والتي ستشارك في الأولمبياد للمرة الثالثة، "ليس هناك فأس فوق رؤوسنا مثلما هو الحال في فريق الرجال. أتعاطف مع فريق الرجال". وأضافت: "علمنا بوضوح في بداية الموسم أن الجماهير تنتظر منا الحصول على ميدالية، ولكننا لا نواجه ضغطا حادا. لسنا منتخب الرجال. الاتحاد والمشجعون والصحافة يتعاملون معنا بشكل لطيف". ويرى السويسري ريني فاسيل رئيس الاتحاد الدولي لهوكي الجليد أن هوكي الجليد للسيدات له مستقبل أكثر تحديدا في ظل التغير في نظام المسابقة والذي قدم أيضا في بطولة العالم 2012 . وقال فاسيل: "من المستحيل التنبؤ بما سيحدث، ولكن الماضي أكد أننا بحاجة لتغيير". وقد يواصل المنتخبان الكندي والأمريكي الهيمنة على مقعدي المباراة النهائية لكن الصراع على الميدالية البرونزية قد يظل مفتوحا بين المنتخبات الستة الأخرى المشاركة. وكان منتخبا فنلندا والسويد أقوى المرشحين للبرونزية في الماضي ولكن المنتخب السويسري الفائز بالمركز الثالث في بطولة العالم 2012 ونظيره الروسي الفائز بالمركز الثالث في عام 2013 أصبحا من المرشحين للبرونزية أيضا. ويرى المنتخب الياباني أيضا أنه يستطيع ان يكون الحصان الأسود في أول مشاركة له بالدورات الأولمبية منذ مشاركته في أولمبياد 1998 كممثل للبلد المضيف. وتتولى كارلا ماكليود، التي فازت كلاعبة مع المنتخب الكندي باللقب سابقا ، منصب المدرب المساعد في الفريق الياباني وتعتقد أن الفريق لديه فرصة في الفوز بميدالية. ويستمد الفريق الياباني إلهامه في أولمبياد سوتشي من إنجاز المنتخب الياباني لكرة القدم النسائية والذي توج من قبل بلقب كأس العالم في ظروف صعبة للغاية وعلى عكس معظم التوقعات. وتبدأ فعاليات مسابقة هوكي الجليد للسيدات في أولمبياد سوتشي يوم السبت المقبل عندما يلتقي المنتخب الأمريكي نظيره الفنلندي ويواجه المنتخب الكندي نظيره السويسري.