داخل عربة السيدات بمترو الأنفاق، تحديدًا محطة الشهداء (رمسيس)، يصعد إحدي الباعة الجائلين ممسكًا بحقيبته الكبيرة..يبدأ المترو بالتحرك ويبدأ البائع بفتح حقيبته مُعلنًا عن بضاعته أيًا كانت.. يتوقف قليلًا ناظرًا داخل الحقيبة في شك لمدة ثوانِ لأن سائق المترو توقف فجأة – وهي حركة معتادة لو تعلمون في المحطات المزدحمة-، مرت هذه الثوانِ وكأنها دهرًا كاملًا على ركاب العربة.. نظرات الشك والريبة والحذر و النظر كلًا للأخر عما يمكن أن تحمله حقيبة البائع! لماذا لم ينادِ كالأخرين على بضاعته؟ لماذا ينظر بشك؟! أسئلة ونظرات تدور بسرعة الضوء داخل عربة المترو التي تتحرك تحت الأرض بأقدام عدة..الجميع يترقب إنفجار قنبلة أو على أقل تقدير عبوة صوت بدائية الصنع.. لم يقطع هذه الأجواء سوي صوت طفل صغير صاح بالبائع (عمو عمو هو أنت معاك بومب)، لينفجر الركاب والبائع في ضحك هستيري ممزوج بهلع ثم يبدأ مناديًا بضاعته وسط الارتياح من البعض و القلق من البعض الأخر..فإذا كان الأمر قد مر بسلام في هذه المحطة فمن يضمن مروره بسلام في المحطات المقبلة؟! المشهد السابق، هو مشهد يومي مألوف لجميع ركاب المترو بلا استثناء، الذين أصبح عليهم يوميًا توقع حدوث كارثة ما خاصة مع الازدحام الشديد داخل العربات وغياب تأمين مداخل ومخارج وأنفاق المترو بل وغياب الشرطة في معظم المحطات، اللهم إلا وجود بعض أفراد الأمن داخل محطة الشهداء (رمسيس) بعدما تم العثور على ثلاثة قنابل يدوية الصنع منذ أيام.. وهكذا تصبح رحلة ركاب المترو رحلة يومية مثيرة للبحث عن حامل القنابل.. هل هو إحدي الباعة الجائلين؟ إحدي الركاب؟ و أين يقع مكانها؟ و ما شكلها؟ وفي أي محطة يمكن أن تكون..أسئلة لا إجابات لها سو أن رحمة الله بعباده هي المُنقذ الوحيد.. ما الحل؟ بعد انتهاء المشهد السابق يشترك ركاب المترو في وضع حلول لهذه المأساة اليومية..حلول لا تتخطي جدران العربة إلي أرض الواقع ولكن في السطور التالية أنقلها إليكم: كانت أولي الاقتراحات في توافر عناصر من الشرطة مدربة للتعامل مع المتفجرات و اكتشاف القنابل مهما كانت بدئية الصنع. تنظيم مداخل ومخارج المترو وإن كان يصعُب السيطرة على معظمها بسبب الزام الشديد فيمكن عمل ذلك بالمحطات الرئيسية في كل الخطوط سواء فوق أو تحت الأرض والتي يصبح الضغط عليها فوق المُعدل الطبيعي في ساعات الذروة. إعادة فتح محطة مترو السادات لتخفيف التدافع والاذدحام الهستيري بمحطة رمسيس. توافر كاميرات مراقبة ذو تقنيات متطورة لمراقبة حركة المترو و الركاب المثيرين للشغب. السيطرة على ظاهرة الباعة الجائلين داخل عربات المترو و الآن هذه بعض النصائح للتعامل مع الأجسام الغريبة أو المشبوهة بمحطات أو عربات مترو الأنفاق: الابتعاد فورًا كلما أتيحيت الفرصة عن أي جسم غريب مثير للقلق وإخبار القائمين على مراقبة و العمل في المحطة. عدم لمس أي كيس،حقيبة، عبوة، لفّة، في المحطة أو العرب بدافع الفضول أو اكتشاف ما بداخلها. الالتزام بقواعد ركوب المترو و الضغط على زر الطوارئ في حالة وجود أي شخص يقوم بأفعال مريبة داخل عربة المترو أثناء التحرك. الابتعاد بالأطفال إن أمكن من داخل المحطة إذا كانت هناك تحذيرات أو حركة غير عادية. تجنب الوقوف بجانب الأماكن التي تصلح لزرع هذه الأجسام مثل صناديق القمامة و زجاج خرطوم المطافي. إذا كنت تعلم مسبقًا بوجود إنفجار في مكان ما، يفضل أن تغير مسار اتجاهك و سيرك لطريق أخر، ربما تنفجر إحدي الأجسام لاحقًا –لاقدر الله- في نفس المكان. و أخيرًا الالتزام بتعليمات الأمن داخل المترو خاصة عند تبديل خطوط المترو و أثناء حدوث أي شئ غير طبيعي. رحلة يومية يقوم بها ملايين المصرين من مختلف الطبقات داخل مترو الأنفاق..رحلة يومية يعلم كل من ينوي البدء بها بكامل قواه العقلية..أنه ربما يجد قنبلة حقيقة هنا أو هناك..أما سعيد الحظ فهو من يقتصر الأمر معه على (قنبلة افتراضية)