قالت وكالة أنباء "أسوشتيد برس" الأمريكية، في تحليل مطول لها اليوم، إن الكثير من المصريين يحتفون ب(السيسي) الآن كمنقذ للوطن، وذلك بعدما أطاح بالإسلاميين من السلطة، وباعتباره أيضا الشخص القوي بما يكفي لقيادة البلاد ومع ذلك، فإنه إذا أصبح رئيسا، فسيواجه تحديات هائلة". في السياق ذاته قال مايكل حنا محلل الشؤون المصرية وزميل مؤسسة "سينشري" في نيويورك، إن "سمعة الجيش مرتبطة برئاسة السيسي، مضيفاً أنه في حال فشل السيسي في وضع حد لانعدام الأمن وتدهور الاقتصاد فإن الغضب الشعبي يمكن أن يتجه إلى الجيش كمؤسسة وهو ما من شأنه "إحداث انقسامات داخل صفوف الجيش"، موضحاً أن السيسي رجل ذو خبرة عسكرية كبيرة ويدرك حجم المخاطر. وأوضح حنا في بيان له نشر باسم مؤسسة سينشري الأمريكية أنه خلال فترة حكم مرسي، وعندما كان الإسلاميون يشتبكون مع خصومهم في الشوارع، حذر في خطاباته من أنه في حال تدخل الجيش في الصراعات السياسية فإنه لن يعود الى ثكناته قبل عقود في لقاء مع ضباط الجيش عام 2012، وأن تدخل الجيش في السياسة يشكل خطورة على الدولة والجيش على حد سواء، مشيراً إلى الوضع في سوريا حيث الجيش يدعم الرئيس بشار الأسد ضد الانتفاضة، ما أدى الى تحول الصراع هناك الى حرب أهلية. وأضاف البيان أن السيسي قال "ليس من الوطنية أن تنحاز لطرف.. هذا ليس من شأني..الثأر لن ينتهي، الانقسامات سوف تستمر والفوضى قد تستمر لسنتين، خمسة، عشر سنوات، وحتى الآن لم يعلن "السيسي" عزمه على الترشح مع أن وسائل الإعلام المصرية خمنت أنه سوف يعلن ترشحه قريبا، حسبما ذكرت وكالة أخبار أسوشيتد برس. وأوضح حنا في تقريره أن الكثيرون رأو أن ترقية السيسي إلى رتبة "مشير"، هي التكريم الأخير له قبل مغادرته الجيش وأن دائرته الداخلية لا تزال تعج برجال المخابرات من بينهم محمود حجازي، رئيس جهاز المخابرات العسكرية الحالي الذي زوج ابنته لأحد أبناء (السيسي)، ومراد موافي الرئيس السابق للمخابرات العامة، وفريد التهامي الرئيس الحالي للمخابرات العامة". وأشارت إلى أن "الإخوان أدركوا خطورة محاولة قراءة (السيسي). عندما رقاه (مرسي) كان معتقدا على ما يبدو بأن (السيسي) سيكون معتمدا على الإخوان". وتابعت: "بعد الإطاحة ب(مرسي)، كتب وائل هدارة، أحد مساعدي مرسي، أن (السيسي) اختير كونه كان أصغر ضباط الرتب العليا سنا، وكان يؤمل بأنه يفتقد للموالين وليس لديه دعم حقيقي داخل الجيش" وخلص إلى أن بناء ديمقراطية قد يحتاج إلى عملية انتقالية تمتد إلى عشر سنوات، وأنه ينبغي تهيئة الشعوب بتحسين مستوى التعليم وتقليل حجم الفقر، موضح أن الموالون يعتقدون أنه ثمة حاجة ماسة إلى رجل قوي مثل "السيسي" لقيادة هذا الانتقال نحو الديمقراطية. واختتمت أسوشيتد برس تحليلها بأنه في حالة ترشح السيسي للرئاسة سيترأس بذلك نظاما سياسيا متصدعا مع مقاطعة أحزاب تيار الإسلام السياسي للانتخابات والمعارك السياسية خلال المستقبل وهو ما من شأنه أن يترك الساحة لأحزاب هشة ضعيفة ذات ميول علمانية تفتقر للدعم الشعبي.