مازالت المرأة تقتحم مجالات عمل اشتهرت مؤخرا بارتياد الرجال لها،ومهنة سائق الميكروباص تحديدا لها طابع خاص من حيث الخشونة في التعامل والاحتياج إلى الاحتكاك بكافة الأطياف والفئات في المجتمع . اقتحمت النساء أيضا هذا المجال وأصبح الأسطى مديحة والأسطى نادية "سيدات الطارة" بلهجة السائقين المشهورة أي ملكات عجلة القيادة . "أم شريف" لم تكن تدرى يوما إنها ستكون سائقة ميكروباص تلك المهنة الشاقة التي اقتحمتها بحثا عن لقمة عيش نظيفة تساعد بها زوجها الموظف في التربية والتعليم على المعيشة وعلى علاج ابنها المريض ، وكان الحديث معها يحيطه خوف وترقب منها لاستخدام الكاميرا حيث أصرت على عدم التصوير خوفا من أن يطلقها زوجها إذا رأى الصورة . على خط مريوطية - كوبري خشب ، كانت التجربة الأولى لها على ارض الواقع ، ذهبت إلى الموقف واستأذنت المسئول في أن تحظى بدور في التحميل وطلبت منه أن يكون الركاب سيدات وفتيات فقط حتى تالف الجو وتتعود على تلك المهنة ، وحجزت "محيط" المقعد المجاور لها في السيارة وكان هذا الحوار : لماذا فكرت في هذه المهنة الشاقة ومتى بدأتي ؟ اليوم يعتبر اليوم الأول لي في الموقف ، وكنت الأول أرى نساء تقف ولا تجد مواصلات وكنت أعرض عليهم التوصيل لمنازلهم، فأنا أعمل لدى مدرسة وأقوم بتوصيل الأطفال لمنازلهم ، حيث أن أولياء الأمور يطمئنون لي كثيرا عن أي أحد أخر. كيف دخلتي الموقف وهل رحب بك السائقون ؟ وقفت على باب الموقف وسألت المسئول عن الموقف إذا كان بإمكاني احمل أجرة ، ولكن اشترطت عليه أن يركب معي سيدات وبنات فقط ، وذلك خوفا من ركوب "شباب صيع" معي . وأسرتك .. لدي بنتين وولد ، الكبيرة في سادسة ابتدائي والثاني ثالثة ابتدائي والأصغر في أولى ابتدائي . من أين جاءتك الفكرة ؟ أنا احمل بكالوريوس سياحة وفنادق ، وكان لدي سيارة ملاكي 127 ، وكنت أقوم بتوصيل أولادي إلى المدرسة كل يوم وكنت آخذ معي أصدقائهم ، وبعد ذلك بدأ الأمر يتطور حتى أن أولياء الأمور طلبوا مني أن أوصل أبنائهم للمدرسة وأرجعهم ، ونصحوني بأن أشتري ميكروباص ، لكي يستوعب كثرة عدد الأطفال . وما الذي دفعك لأن تعملي في موقف بالأجرة ؟ أصيب ابني بمرض نادر ، وعلاجه يتكلف حوالي ألفي جنيه في الشهر ، كما أن أولادي الثلاثة بمدارس خاصة ، وزوجي موظف ولا يقدر على تلبية احتياجاتنا جميعا. هل تعرضت لمضايقات من قبل السائقين ؟ لا مطلقا ، بل وجدت ترحيبا منهم ، فهم يرون أمامهم سيدة محترمة وفي حالها لا تقترب منهم ، أما إذا كانت سيئة في المعاملة والتعامل فإنهم سوف يعاملوها بطريقة سيئة ، و"يطفشوها" من الموقف. كما أن العمل على عربية ميكروباص صغير بها مخالفة من المرور ، لأنها نازلة السوق على أنها ملاكي ، وليست أجرة ، ولكن الشباب من قلة الشغل وعدم وجود دخل يقوم بتشغيل تلك السيارات أجرة وذلك لمزيد من الدخل. ماذا تتمنين فى حياتك ؟ ان اربي أولادي وأوصلهم لبر الأمان وان اجد اليوم الذي ارتاح فيه من العمل وان يكون لى دخل ثابت بعيدا عن " المرمطة " فى الشارع .