قال الباحث نواف الزرو خلال محاضرة ألقاها في غرفة تجارة إربد أمس الأول بمناسبة إعلان القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 أن تفاصيل المشهد المقدسي تحتاج إلى عمل موسوعي كبير للإحاطة بها لتوضيح ما تتعرض له المدينة المقدسة من عملية تهويد واعتداء على هويتها العربية الإسلامية. وأضاف الزرو كما نقلت عنه صحيفة "الدستور" الأردنية أنه منذ احتلال القدس عام 1967 تقوم المؤسسة الإسرائيلية بتنفيذ أكبر عمليات تغيير وتزوير للوجه التاريخي والديني الإسلامي والعربي للبلدة القديمة بالقدس، تشمل أسوار البلدة القديمة وأبوابها والمحيط الملاصق للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك، والأحياء المقدسية داخل الأسوار. أيضا تسعى المؤسسة الإسرائيلية إلى عمليات تغيير كبيرة للطابع الديني للقدس من خلال مشاريع سياحية وترفيهية تتناقض مع الطابع الديني الإسلامي في القدس، وتنظيم حفلات الرقص الصاخب، والتركيز على منطقة حائط البراق على أنها "حائط المبكى" المقدس في المعتقدات التلمودية لاختطاف المدينة المقدسة مستعرضا آلية التهويد الصهيونية المبرمجة بتهويد المدينة المقدسة والتي تعمل على إخراجها من كل الحسابات الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية. وأشار الزرو إلى أن الهجوم الإسرائيلي على القدس والمقدسات يرتدي طابعا تزييفيا تفريغيا تهويديا شاملا والقيام بالحفريات تحت أساسات الأقصى تمهيدا لانهياره وبناء الهيكل المزعوم مكانه بالتزامن مع بث أدبيات وأيدولوجيات توراتيه تحرض على هدم الأقصى، مبينا وجود عدد من الأساليب المبرمجة لتنفيذ هذا المشروع منها: وجود نحو 25 تنظيماً إرهابياً يهودياً يتسابقون على اقتراف الانتهاكات والجرائم ضد القدس ومقدساتها وأهلها. وبين الزرو - وفق "الدستور" - أن كل ذلك في صميم هذه السياسات الإحتلالية مستشهدا بما ذهب إليه الباحث الإسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي حينما يكثف المشهد المقدسي في - هآرتس وما يحلم به المستعمرون الجدد قائلا: "في هذا المشهد الذي تكشف أمام ناظريهم، بحثوا عن بقايا لا تزال موجودة من حلمهم، ورويداً رويداً رسموا لأنفسهم خريطة جديدة، غطت المشهد المهدد، ولكن لم يكن هذا مجرد خريطة من الورق والأوهام، فقد أصروا على أن يصمموا الواقع، المشهد المادي، وفقاً لرؤياهم وأحلامهم، فقد حطموا المشهد الفلسطيني وبنوا مكانه مشهدهم الخاص، حيث تشكل الأسطورة العتيقة مبرراً وذريعة". وخلص الزرو إلى أن المدينة المقدسة تتعرض في هذه الأيام إلى أوسع وأخطر حملات المصادرات والتفريغ والتهويد كما يتعرض الحرم القدسي الشريف بأقصاه إلى أشد التهديدات الحقيقية التي تنذر بمحوه عن وجه الأرض إذا لم يتحرك العرب والمسلمون والمجتمع الدولي لاحباط مخططات وحملات الإحتلال .