في قصيدته "اخلع قميصك: بكائيةُ الجرحِ العربي الممتد من القدس إلى بغداد" يقول الشاعر ياسر عثمان في بداية القصيدة تحت عنوان "مفتتح أول": تحيةً إلى نجم مصر الكابتن محمد أبو تريكة شكراً وتقديراً واعتزازاً بأخلاقه ونجوميته، وقد أبى ألا تشغله فرحة التهديف في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2008م عن حبه لفلسطين وتعاطفه مع أهالي غزة - وقد أطبقت عليهم إسرائيل حصارها، وفتحت صفحة جديدة قاتمة من سجلها الأسود تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل - فخلع عنه قميص اللاعب؛ ليظهر تحته قميص الرافض الحر بعدما ارتدت ردود الفعل العربية على ذلك الحصار الجائر قميصَ الخوف فلم تبدِ حراكاً يذكر. تقول القصيدة: قري عُيوناً وغضي عن مكيدتهم فقد تكفَّل بالمظلومِ رحمنُ يا غزةَ النورِ غاصوا في مضاجعهم بنو العروبةِ إذ لم يبدُ إنسانُ تعودَ الربحَ في صهيونَ شرذمةٌ ورافق العُربَ في الأحوالِ خسرانُ تستصرخين بقايا نخوةٍ قُُبِضَت غضي صراخكِ إنَّ الفحلَ نعسانُ **** اخلع قميصكَ يبدُ الحقُ منتبهاًً تحت القميصِ إذا ما نامتِ العَرَبُ عن ثأرِ غزةَ والأحقادُ عاتيةٌ حينَ المهلهلُ أعيا خيْلََهُ الشَّجَبُ اخلع تريكةُ يبدُ الدَّمُّ مستعراً: في جُرحِ غزةَ تحتَ الجِلدِ يلتهبُ ***** قد أعلنَ العارُ أنَّ الشرقَ منتهكٌ و الشرقُ طأطأ لا صولٌ ولا غضبُ قدْ أدمن البيعَ والأثمانُ في يدهِ إني من الشرقِ في غيظٍ وبي عجبُ في كل شبرٍ ترى الأمجادَ نائحةً: أين العروبةُ أينَ الجندُ والعربُ ترمَّلَ الحلمُ والأفراحُ باكيةٌ والفجرُ أقبلَ شيخاً هدَّه التعبُ لا النورُ يبدي حنيناً نحو فرحتنا ولا بريقَ النهايةِ أبدتِ الكتبُ ****** ماذا نقولُ وقد شابتْ قصيدتُنا وصار منها بهاءُ الحرفِ ينتحبُ ماذا نقولُ وقد بِيعت حناجرنا صارتْ دمىً يُبتغى من عرضها الطلبُ كمْ ادعينا سطورَ المجد نمْلكها هل يملكُ السطرَ من زلتْ بهِ الكُتُبُ مِنْ قبلِ غزةََ ناحت قدسنا أسفاً وفي الخليلِ دموعُ القهرِ تنسكبُ وحينَ يسألُ ضوءُ الفجرِ عن أملٍ يَفِرُّ منهُ جوابُ العُرْبِ.. يحتجبُ ******* تغنينا بحب القدسْ وصلينا لأجل القدسْ وراقصَ بعضنا بعضاً على الدبكة، على التانجو، على السامبا، على أنغام صهيونٍ لأجل القدسْ وحين يفيقُ واحدنا على رشاشِ محتلٍ يطاردُ مريمَ العذراءَ يرهبها ترانا محضَ نعَّامٍ ثقيلَ الرأسْ غنيتَ للقدسِِ أعماراً بأكملها يا ابن المهلهلِ ماذا حررَ الطربُ كلٌ يُغَنِّي وذي ليلاه باكيةٌ إذ واضعُ اللحنِ نَصَّابٌ ومغتصِبُ غنَّيتَ للقُدْسِ والألحانُ باكيةٌ و كم يجمِّلُ ألحانَ الهوى الكذبَُ لا تكْتبِ الشعرَ في العُربانِ تحسبهمْ للقولِِ أهلاً وللأشعارِ ينتسبوا لا تنْشدِ الرفضَ فاللاءاتُ نادرةٌ هل غيرَ نَوْحِ الأيامى يملكُ العربُ؟ ***** سألتُ بغدادَ حينَ الجرحُ باغتها أينَ الرشيدُ فقالتْ أمْرُهُ عجبُ باعَ الرجولةَ والأحلامَ فرقها وصافحَ الذئبَ فازدانتْ لهُ الخُطَبُ وصارَ يسخرُ ما ناءتْ سحابتهُ حِلٌ خراجُكِ لا عوزٌ ولا طلبُ باعَ القيامَ ودارى السيفَ منْ وجَلٍ وصار يسهو عن المِحرابِِ يحتجبُ وحينَ" نقفورُ" خانَ العهدَ مزََّّقهُ لانَ الرشيدُ وأطْرتْ فِعلهُ الخُطَبُ ***** إنْ تسألِ الشيخَ عن فتوى التي رحلت بغير ذنبٍ هوتْ في الرجسِ تُغْتصَبُ أوتسألِ الشيخَ ما حكمُ التي خرجتْ ثأراً لزوجٍ قضت بحتْفهِِ النُّوَبُ ألقاهُ صهيونُ عُرْضَ الموتِ منتشيَاً بالأمِّ تبكي وبالعُرْبَانِ تَحْتسِبُ فثارتِ الزوجُ والبارودُ مهلكها في ساحةِ الموتِ يكسو دمْعَهَا الغضبُ ماذا تقولُ وما حكمُ التي خلعتْ ثَوْبَ العروبةِ يكسوهُ الدمُ الكذبُ واستبدلت زيَّها والساحُ شاهدةٌ ثوبَ الأنوثة منقوشاً به الغضبُ إذا سألتَ وضلَّ القصدُ أجوبةً وجدتَ شيخَ الهوى شيخاً لَهُ ذَنَبُ يُحرِّمُ الفِعلَ والآراءُ عاهرةٌ يستنبطُ الحكمَ منقوصاً ويجتلبُ يفتي يُحَرِّمُ ما بالأمسِ جَوَّزه وكلُّ رأيٍ له بدْءٌ ومنقَلَبُ يا خاتمَ السطرِ ضع في السطر نقطتهُ لا تتركِ السطرَ للدهماء يكتتبوا ***** يا رحْمَ أميََ ليتَ الرحْمَ منغلقٌ ولم يلدني لأرضِ الجبنِ أنتسبُ قد كنت سرَّاً بظهر الغيبِ يحفظني فصرتُ نهبَ الأسى بئسَ الأسى النَّهَبُ ***** صارت أيامى يقضُّ الخوفُ مضجعها مدافعُ العُربِ كمْ تبكي وتنتحبُ سلْ ليلها البؤسَ يُدْمي جَفنَهُ أرقٌ هل حَانَ صبحك أم ضنت بِهِ الحجبُ؟ هل "سوفَ تصفو الليالي؟ بعدَ كدرتها؟! وكلُ دورٍ إذا ما تم ينقلبُ"؟