الرياض: انطلقت مساء الخميس الماضي على مسرح قاعة الشيخ محمد الخضير فعاليات مهرجان الطفل المسرحي الثالث ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثالث والعشرين.
وأعلن رئيس لجنة المسرح في المهرجان محمد المنصور عن عودة لجنة التحكيم وورش العمل بعدما تم إلغاؤها في وقت سابق. تلا ذلك باشرة تسليم الدروع التكريمية لكل من الناقد والمنتج المسرحي فهد الحوشاني ونائب رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين السعوديين علي الغوينم وذلك لمساهمتهم الفاعلة في مسرح الجنادرية.
ووفقا لجريدة "الرياض" السعودية تم عرض مسرحية الافتتاح "المهرجتان" المقدمة من قبل جمعية الثقافة والفنون بالأحساء من تأليف سوسن الذوادي وإخراج زكريا المومني.
وصف ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود المهرجان الوطني للتراث والثقافة بأنه من بركات الله سبحانه وتعالي ثم بركات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وضع اللبنات الأولى لهذا الحدث الثقافي والتراثي الفريد وأحاطه برعايته حتى أصبح من أكبر وأهم المهرجانات الثقافية على الساحة الإقليمية والدولية.
ويسجل سباق الهجن السنوي علامة بارزة في المهرجان إذ يشارك فيه هذا العام قرابة 600 متسابق. وتحل الثقافة التركية ضيفاً كتقليد سيستمر في الأعوام المقبلة. ويشارك مثقفون أتراك في ندوات عن العلاقات السعودية - التركية، وتقدم ألوان من الموروث الفني التركي، حسبما أوردت جريدة "الحياة" اللندنية.
وفي البرنامج الثقافي للجنادرية هذا العام ندوة عن "الخطاب الدعوي المعاصر" يشارك فيها رضوان السيد وسلمان العودة ومنتصر الزيات وأبو زيد المقرئ الإدريسي. واختير الشيخ الراحل عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، شخصية ثقافية لهذا العام.
في حفلة الافتتاح ألقيت قصيدة عمودية وأخرى نبطية للشاعر خلف بن هذال العتيبي، كما تضمن الحفل أوبريت عنوانه "عهد الخير" من كلمات الشاعر الأمير سعد بن سعود آل سعود "منادي"، وألحان صالح الشهري، ومشاركة 400 عضو من الفرق الشعبية السعودية. ويصاحب الدورة الجديدة من الجنادرية معرض للفنون التشكيلية، وعروض مسرحية خاصة بالطفل.
يكرم الجنادرية في حفلة الافتتاح رئيس شركة عبداللطيف جميل ورئيس برامج عبداللطيف جميل لخدمة المجتمع المهندس محمد عبداللطيف جميل، على ما قدمت الشركة من مشاريع، اذ حرص مؤسس الشركة على أن مواكبة العمل الاجتماعي نشاط الشركة منذ تأسيسها، كان الراحل من الرواد في العمل الاجتماعي، عبر برامج مختلفة.
الحرف القديمة
تعد الحرف الشعبية القديمة بالجنادرية من أهم المواقع التي يزورها زوار المهرجان حيث تعد حرفة الحصير التي تختص بصناعة المفارش والتي يتم تصنيعها على شكل مفارش مستطيلة الشكل تفرش على أرضية البيوت والمساجد كما تصنع الحصيرة من سقائف يخاط بعضها إلى بعض ثم يطوى طرف الحصيرة ويخاط بحبل من القصب. وتستخدم في صناعة الحصر حبال مصنوعة من الليف والأسل وتشتهر منطقة الأحساء إلى جانب مناطق أخرى بهذه الحرفة نظراً لتوافر مادتها الخام وهي نبات الأسل الطبيعي وصاحب هذه الحرفة يطلق عليه اسم "المداد". ووفقا لجريدة "الوطن" السعودية تعد مهنة السواني من المهن المهمة في حياة الإنسان لأنها تستخدم لاستخراج المياه من الآبار العميقة بالطريقة التقليدية القديمة وعادة يقوم الساني بها قبل صلاة الفجر ويبدأ استخراج الماء. ويقوم بامتهانها أشخاص معينون وتستخدم لري الحيوانات والماشية ونقل المياه إلى البيوت مقابل أجرة معينة. ويستخدم في السواني حيوانات مدربة لهذا الغرض منها الإبل والثيران والحمير بحيث تمشي مسافة معينة داخل أرض محفورة تسمى المنحاة وتقف عندما يصل الغرب إلى قاع البئر ليمتلئ مرة ثانية لكي يصب الماء من الغروب في اللزاء وذلك لجمع الماء ومن ثم توزيعه، إضافة إلى الأدوات المستخدمة منها الرشا والسريح والمقاط والضمد وغيرها وتشتهر بها منطقة نجد وعدة مناطق في المملكة. من الحرف الأخري بالجنادرية حرفة الحدادة التي لها دور بارز في الماضي ولا يزال دورها واضحاً في المجتمع حتى الآن ومن أبرز أدواتها الكير والسندان والمطرقة ومن أهم منتجات هذه الحرفة القدور والصواني والصحون وأدوات ومستلزمات كثيرة تستخدم في كافة المجالات. كما لجنوب المملكة بعض المهن التي تشتهر بها المنطقة مثل مهنة صناعة الجنابي والخناجر وهي إحدى الحرف التقليدية التي يكثر انتشارها في جنوب المملكة العربية السعودية وتعد هذه المنتوجات من السلاح الأبيض إلا أن الخنجر يتميز بمقبضه الفضي أما الجنبية فرأسها من قرن الوعل أو سن الفيل أو من قرن الزراف الأغلى إذ يزخرف القرن بالنقوش الجميلة التي تعتمد على مهارة الحرفي. ومن أشهر أنواع الخناجر السعودي والعماني ومن أشهر أنواع الجنابي الهندي والحضرمي والمشرفي. وأيضا من المهن التي اشتهرت في أرض المهرجان الحياكة أو فن السدو من الصناعات التقليدية الشعبية التي مارسها أجدادنا في الماضي وتعتمد على خامات البيئة المحلية ومهارة الحائك.
والحائك فنان شعبي يجيد التعامل مع الخيوط الصوفية ونسجها بواسطة مصنع بسيط يسمى "محاك" وينتج بيوت الشعر وعددا من أنواع الفرش والبسط وبعض أغطية الكسوة في المنزل والأكياس التي تستخدم لخزن الحبوب والخروج والحبال وشمائل الإبل والخطم. وأيضاً مهنة القفاص التي تتعامل مع جريد النخل بعد إزالة أوراقه أو ما يسمى "الخوص" بالتعبير المحلي ومن أشهر الأدوات التي يبدعها القفاص "المحضر أو المنز" وهو سرير نوم الطفل وأقفاص الطيور وأقفاص الرطب والتين والمراجيح القديمة وغيرها. ويستخدم القفاص في عمله نوعين من الجريد "الجريد الأخضر والجريد اليابس". ومن المهن التي في طريقها إلى الانقراض مهنة الخواص ويطلق عليها اسم "سف الخوص". وقد كانت تعتمد على خاصة الخوص الذي يتألف من أوراق جريد النخل ويصنع منه المهفة وهي المروحة اليدوية والحصير والسفرة والأواني الخوصية بمختلف أحجامها وأنواعها. وأيضا من المهن الحرفية التي مازالت منتشرة حتى يومنا الحاضر مهنة الخرازة وهي حرفة شعبية قديمة تتعامل مع الجلود بأدوات بسيطة كالمقصات والسكاكين والمخاريز والمجاذيب وينتج الخراز عدداً من الأدوات كالنعال والغرب والصملان الخاصة باللبن وعكاك الدهن وخباء البنادق والمحازم والغروب. أما المادة الأولية للخراز فهي الجلود التي يجلبونها من مناطق مختلفة. أيضا من المهن القديمه السقيا وتسمى ايضا "السقاية" وهي تشمل السقائين المختصين بسقي الحجاج أو ما يسمى الزمازمة ووظيفتهم سقي الحجاج وزوار المسجد من ماء زمزم أو إيصالها إلى بيوتهم. ومن الحرف الشعبية القديمة حرفة الندافة وهي عبارة عن خشبة النداف التي يطرق بها القطن ويتعامل النداف مع القطن بأدوات بسيطة ومتوارثة ومن أهمها القوس والوتر والشمع والكشتبان. وينتج النداف عدداً من الأدوات التي كانت سائدة في مجتمعنا كالمطارح والمخاد بأحجامها وأشكالها والمساند الخاصة بالجلوس وغيرها الكثيرة في هذا المجال. كذلك نجارة الأبواب القديمة من المهن الشعبية العريقة التي انقرضت والأبواب القديمة وتشمل نوعين الأول "الأقدم" ويصنع من جذوع النخل على شكل ألواح مستطيلة ثم يشذبه النجار إلى أن يأخذ شكله النهائي والثاني ومادته خشب الأثل وهو الأكثر استخداماً في الماضي وهناك عدد من الأبواب الأخرى مثل أبواب الجريد ولا تستخدم فيها المسامير وتعتمد على ذوق النجار ودرايته وهناك نوع أخر يقال له (باب بحر) ويرد إلى المملكة من بعض المناطق في الخليج ويمتاز بصلابة خشبية وزخارفه الجميلة وهناك الأبواب الكبيرة التي يطلق عليها اسم (دروازة) وتستخدم عادة في مداخل أسوار المدن.
كما كانوا في السابق يمتهنون عند هرس المحصول مهنة الدياسة وهي مرحلة هرس المحصول لفصل الحب عن السيقان والسنابل حيث يحمل المحصول بعد حصاده إلى مكان بجانب المزرعة ويوضع بشكل دائري ويحاط برصيف دائري من الحجارة والجص ثم يترك المحصول حتى يجف تحت أشعة الشمس وتتم عملية الدياسة بأن تحضر مجموعة من البقر أو الحمير وتنظم في حبل واحد بطريقة مخصوصة ويقوم أحد الأشخاص بسياقتها بحيث تتحرك من اليمين إلى اليسار وبذلك يهرس الحب وينفصل لتتم تنقيته وجمعه في مرحلة لاحقة.
نبذة تاريخية منذ عام 1405 بدأ العمل الفعلي الفني لحفل افتتاح المهرجان منذ دورته الأولى عبر "المسيرة" التي كانت تتخللها استعراضات فلكلورية تؤديها فرق شعبية تمثل كافة مناطق المملكة إلى جانب الحفل الرئيسي المسائي الذي كانت أيضاً تتخلله عروض وألعاب شعبية وفنية، كانت هذه العروض بمثابة اللبنة الأولى . بدأ أول عمل موسيقي استعراضي عام 1408 ه خلال الدورة الرابعة بتقديم أوبريت "مملكتنا دام عزك" وهو من كلمات حامد الحامد وألحان فلكلورية طورها الحامد نفسه وغناء الفنان راشد الماجد الذي فاز بلقب أول فنان يغني في الجنادرية، وكانت مدة الأوبريت 45 دقيقة.
أول نشيد خاص
في الدورة الخامسة للمهرجان انتج أول عمل خاص به كأول عمل وطني موسيقي خاص بالمهرجان وتم تكليف الأمير بدر بن عبد المحسن بكتابة نص نشيد "عز الوطن" لحنه وأداه الفنان الراحل طلال مداح مصحوباً برقصاتٍ لفرق شعبية من كافة مناطق المملكة ومدته لم تتجاوز السبع دقائق فقط، وفيه يقول الشاعر:
الله الأول وعزك يا لوطن ثاني
لأهل الجزيرة سلام وللملك طاعة
حنّا جنود الحرس للقايد الباني
رمحه ودرعه وكف الشيخ وذراعه
في حين تم تقديم أول أوبريت وطني من إنتاج الحرس الوطني في الدورة السادسة وتحديداً في عام 1410ه وهو أول عمل وطني في تاريخ المملكة العربية السعودية يأخذ هذا المفهوم وقد كتبه الأمير سعود بن عبد الله ولحنه الفنان محمد شفيق وأداه الفنانان طلال مداح ومحمد عبده ومدته 45 دقيقة.
وقد وجد هذا الأوبريت شهرة واسعة داخل المملكة وخارجها مما شجّع إدارة المهرجان على أن تجعل هذا الأوبريت نواة لسلسلة أوبريتات امتدت من ذلك العام وحتى يومنا هذا بل إن مثل هذا الأوبريت جعل تقديم أوبريتات أخرى مطلباً فنياً وشعبياً أخذ شكلاً رسمياً بتقديم الفلكلور السعودي بتعدد ألوانه ومناطقه في صورة جماعية.