أجرت جريدة "الجارديان" البريطانية استطلاعا مع عدد كبير من المثقفين الأمريكيين يجيبون فيه: ما الذي قدمه بوش في عهده للارتقاء بالثقافة؟ يقول الروائي "بول أوستر": أجد صعوبة في تذكر شيئا واحدا يحسب لإدارة "بوش" في الارتقاء بالفنون، فقد عاد كل شئ إلى وضعه السابق: الروائيون يؤلفون كتبا، قد يقرأها الناس أو لا يقرأونها، وأفلام تصنع لأناس قد يذهبون لمشاهدتها أو لا يذهبون، هناك فنانون يرسمون لوحات، وآخرين يضعون موسيقى، دون أن أرى أي تأثير لرجال إدارة بوش على المشهد الثقافي بما يناسب هذا القدر. يضيف صاحب "ثلاثية نيويورك" وفق ما كتب إدوارد إلبي بصحيفة "أخبار الأدب" الإسبوعية المصرية: إذا قدر لماكين أن يفوز في الانتخابات، كنت سأحبس نفسي في قبو لأربع سنوات قادمة، أو سأخرج إلى الشارع والصراخ، ولكن بفوز "أوباما" يمكن للمرء الشعور بالأمل في إمكانية تجنب بعض الضرر، معظم الفنانين كانوا في صف "أوباما"، فلم أقابل شخصا مواليا لماكين، لذلك سوف ترتفع حالتنا المعنوية". أما الكاتبة "جويس كارول أوتس" فترى أن تراث "جورج بوش" الثقافي يبدو مثل نكته قاسية، إذا كان هناك ما يضحك حول إدارته "وليس كل ما يضحك يعتبر تراثا"! وتضيف أوتس: "الفن يمكنه أن يصبح مثاليا ومتوائما مع التاريخ، فمعظم الفنانين يتعايشون في ظل تعاقب الإدارات المختلفة، وتنطلق قدراتهم الفنية بطرق فذة شديدة الخصوصية كي تصبح متصلة بقوى أعظم و أهم، ولن تتغير الحياة الثقافية لوكان "ماكين" قد فاز، حتى لو كان مختلفا عن "بوش"، وبفوز "أوباما" من المرجح جدا حدوث إزدهار وتطور نوعا ما، ربما يكون أوضح في الأشكال الفنية ذات الشعبية مثل الرقص والموسيقي والمسرح، ويمكن أن نأمل ذلك. أما الكاتب "جور فيدال" فيرى: بالرغم من أن كل السياسيين يكذبون، إلا أن "بوش" انتحى نهجا نحو وصفه بالكذاب، وسوف يذكر له عدد ضخما من الأكاذيب، بدء من أسلحة الدمار الشامل، والتمادي أكثر وأكثر، وذلك هو تراثه الوحيد. يضيف: لدينا رئيس دولة غير قادر على القراءة، بل إنه يتلعثم عند التحدث، مثل أبيه من قبله، وهو ما يجب أن يكون له تأثير، ومن متابعتي كثيرا للتليفزيون وقت الإنتخابات، وجدت مذيعين محترفين خريجي أعرق الجامعات عاجزين عن استخدام اللغة الإنجليزية الصحيحة عند الحديث، نحن نفقد اللغة شيئا فشيئا. وتقول "اليزابيث لو كومبت" مخرجة مسرحية: لقد شجع "بوش" زيادة معدل الهجاء السياسي كأحد أشكال الفن مرة أخرى، حيث لم يكن قويا خلال الثلاثين عاما الماضية، وأعتقد أن برامج التليفزيون مثل "ديلي شو" و"ساوث بارك" و"كولبير" كلها أعمال سياسية من الفن، بدون إدارة "بوش" لا أعتقد أن الهجوم كان يمكن أن يكون بمثل تلك القوة، لقد أنعش السخرية، أما المسرح في أمريكا فهو في حالة إنحدار، فقد إتجه كتاب المسرح إلى التليفزيون، وأصبح كل ما هو فن ذو سمعة سيئة، كما أن الفنون المكتوبة والمنطوقة لم تعد تؤخذ بجدية، كما أن نظرة الناس نحو السياسة كنوع من التسلية والإستمتاع تتزايد باستمرار. أما الكاتب "ليونيل شريفر" فيقول وفقا لنفس المصدر: كان "بوش" ملهما عظيما ومنارة على الطريق، لكن ليس بالطريقة التي يتمناها، لأعمال مثل درجة "مايكل مور" الفهرنهايتية الساخرة 11 - 9، و فيلم "إحتجاج العراق" الحائز على جائزة "تيرنر" وتحول إلى مسرحية، وفيلم "أشياء تحدث" لديفيد هير، كلها تحوي رئيس أمريكي غير كفء، وهذا ما تسبب في نجاحها، وكانت عدم قدرة "بوش" على قول جملة كاملة دون تكرار نفس الكلمة خمس مرات أو خطأ لفظي، زاد متعة الممثلين الهزليين في تقليده، أي أن الرئيس المكروه أصبح مصدر إلهام للمجادلات الإنفعالية وللدعاية، ولكثير من الأفلام والروايات و المسرحيات والأعمال الفنية خلال السنوات الثمانية الماضية.