تصدر قريبا "الأعمال الشعرية" للشاعر اللبناني المقيم في استراليا وديع سعادة الذي ولد في شبطين، احدى قرى "بلاد البترون" في شمال لبنان. كانت بدايته من خلال مجموعته الأولى "ليس للمساء أخوة" ويقول عن قريته شبطين: في هذه القرية حيث تنسى غالباً أقحوانات المساء مرتجفة وراء الأبواب في هذه القرية التي تستيقظ وتشرب مطر الشقاء انكسرت في يدي زجاجة العالم في أوائل السبعينات وفق صحيفة "الحياة" اللندنية هاجر وديع الى استراليا، لكن هجرته لم تدم طويلاً، فهو سرعان ما عاد الى لبنان وحينذاك كتب ديوانه الثاني الذي سماه "المياه المياه" وقصائده تبحث في هم الإنسان ومواطن قلقه واضطرابه يقول وديع: كنت بيلساناً عاشقاً في حقل أبي كانت قرية في وسط الرذاذ كل الذين عرفتهم ماتوا وكل من أعرفه يموت متهدل عيناي مفقوءتان وأرى وأنتظر العالم السفلي في ظل الجدار المياه المياه الجهات موحشة وكثيرة. ثم كتب ديوانه الثالث "رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات" يقول فيه: في هذه الأيام أحاول أن أجد لصاً يأخذ كل شيء دون أن يوقظني لص أليس بينكم لص محترم يا سادة ومن قصيدة بعنوان "شيء من هذا القبيل" نقرأ: لم أحلم مطلقاً بأنَّ ذلك قد يحدث: مجموعة هائلة من السنوات وعليَّّ أن أُبيدها بمطرقة! كلُّ هذا وَصَلَ فجأة كبركان يجب أن أعزل بلحظةٍ جميعَ رماده ولستُ آسفاً لكنني ضجران وتعبتْ يدي. سنوات! سنوات! سلالم لا تنتهي لالتقاط ملاكٍ أو ذبابة أيَّام وحيتان بَشَرٌ غيرُ مدعويّن ومطابخ ورؤوس نيئة أو مشويَّة وفروجٌ وآلاتُ رجالٍ ومزابل لا يمكن وضعها كلَّها الآن في طابور وهرْس أصابعها. لذلك الرؤيا باردة وينبغي الصراخ بشيء آخر الأرواح تافهة يمكنك أن تثقل أجنحتها بالأسراب الانتحارية أو تطلق عليها مصارعي السومو وتتفرَّج.