بيروت: تمر اليوم الثالث عشر من يوليو الذكري الثانية لقيام حرب تموز أو العدوان الإسرائيلي على لبنان حسب التسميات الشائعة في لبنان، حرب لبنان الثانية (حسب التسمية الإسرائيلية) عام 2006 م. وكانت بدايات الحرب حينما تمت عملية خطف الجنديين الإسرائيليين في وضح النهار وأسفرت عن قتل 8 جنود وجرح أحد وعشرين جنديا بغية تحرير أسرى لبنانيين محتجزين في السجون الإسرائيلية . عقب العملية بدأت القوات الإسرائيلية البرية والجوية بقصف الجنوب اللبناني مستهدفة محطات الكهرباء وشبكة من الجسور والطرق. وقد بدأت العمليات القتالية بين قوات من منظمة حزب الله اللبنانية وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي في 12 تموز أو (يوليو) 2006 والتي استمرت لمدة شهر تقريبا في مناطق مختلفة من لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية وفي العاصمة بيروت، وفي شمالي إسرائيل، في مناطق الجليل، الكرمل ومرج ابن عامر. في 12 يوليو 2006 شنت منظمة حزب الله اللبنانية قصف صاروخي على بعض القرى الإسرائيلية الواقعة في الجليل الأعلى بجوار الحدود اللبنانية واجتاحت قوة لها إلى الأراضي الإسرائيلية حيث هاجمت مركبتين عسكريتين إسرائيليتين، قتلت 3 جنود إسرائيليين واختطفت الجنديين الإسرائيليين إيهود غولدفاسر وإلداد ريغف إلى لبنان. في اليوم التالي شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على مواقع عديدة في لبنان مما أدى إلى عشرات القتلى، وفرض حصارا بحريا وجويا على لبنان. اعتبرت بعض وسائل الإعلام العربي والإسلامي وهيئة تطوير العلاقات العربية البريطانية العملية العسكرية عدوانا، في حين اعتبرت القنصلية الأوروبية وبعض الدول الأعضاء في مجموعة الثمانية تطورات الأحداث مقلقة جدا ومهددة لاستقرار الوضع في منطقة الشرق الأوسط رغم اعترافهم بحق إسرائيل بالدفاع عن مواطنيها. وكان رد فعل الحكومة الإسرائيلية مبالغا فيه حسب قناعة التيارات اليسارية الإسرائيلية وكوفي عنان الذي صرح بإن الإسرائيليين إذا قاموا "بإنشاء ما وصفوه في الماضي بمنطقة أمنية أو اتفاق أمني فإنها ستكون منطقة أمنية لهم ولكن للآخرين ستكون احتلالا وهذا سيكثف المقاومة". ووفق الموسوعة الحرة "ويكبديا" لم يكن الموقف الغربي وحده منقسما على شرعية الإعتداء الإسرائيلي فقد شهد الصف العربي إنقساما واضحا وخاصة في موقف السعودية الرسمي التي وصف وزير خارجيتها عملية خطف الجنديين "بالمغامرات غير المسئولة" لأنها جاءت دونما تنسيق مع الدول العربية . أدت الحرب لنزوح أعداد كبيرة من اللبنانيين قدر عددهم بنصف مليون نازح لبناني من مناطق القتال فقد استقبلت مدينة صيدا أكثر من مائة الف نازح وتوجه البعض الآخر إلى سوريا وتم إجلاء نحو 2000 من الرعايا الأجانب إلى سوريا وقبرص، وقتل اثناء النزوح 18 مدنيا لبنانيا في قصف إسرائيلي على موكبهم. وقد شهد الهجوم الإسرائيلي دعما كاملا من قبل الحكومة الأمريكية فقد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن واشنطن تكثف جهودها لإرسال قنابل موجهة بالغة الدقة إلى إسرائيل التي طلبت تسريع الصفقة بعدما بدأت هجومها على لبنان ورفضت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الدعوات الدولية لوقف فوري لاطلاق النار في لبنان. وقعت الغارة الأخيرة في الساعة 7.45 صباحا في 15 اغسطس 2006 واستهدفت بساتين الأطراف الشرقية لمدينة صور وبعد 15 دقيقة من هذا القصف دخل تطبيق قرار "وقف الأعمال العدائية" الذي نص عليه القرار 1701 لمجلس الأمن الدولي حيز التنفيذ. ونص القرار 1701 على إنهاء العمليات العسكرية الهجومية الإسرائيلية وإنهاء هجمات حزب الله على إسرائيل وانتشار قوة دولية من 15000 لحفظ السلام مع انسحاب الجيش الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب. بعد وقف إطلاق النار شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل قيادي حزب الله عودة النازحين والمهجرين الذين تهجروا خلال 34 يوما من القتال الضاري كما شهدت الطرقات والشوارع المؤدية إلى المدن والبلدات جنوبي نهر الليطاني، ورغم ما لحق بها من تدمير، أزمة كبيرة جراء توجه النازحين، الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية، إلى بيوتهم، التي ربما تكون قد سويت بالأرض. ومن جهته أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن "مقاتلي الحزب سطروا نصراً تاريخياً ليس للبنان فقط، بل لكل الأمة" .