صدر للكاتبة التركية أليف شفق رواية "بالحليب الأسود" وهي الرواية الثامنة للمؤلفة التي توقفت عن الكتابة لمدة عام بعد تجربة حمل وولادة. تسرد المؤلفة بعمق وتفصيل تجربتها ومعركتها مع إكتئاب ما بعد الولادة الذي يصيب المرأة عادة، وقد نقلت شفق تجربتها الحيايتة في الرواية الجديدة. فبعد ولادة ابنتها "شهرزاد زيلدا" عانت الكاتبة من حالة اكتئاب ما بعد الولادة لأكثر من عشرة أشهر، وكانت فترة عصيبة كان يمكن لها أن تدمرها ككاتبة. غير ان شفق نجحت في تخطي فترة الإكتئاب بل واستفادت من تلك التجربة العصيبة، والتي أنجبت فيها ابنتها شهرزاد ونفسها ككاتبة ولدت من جديد، حيث اعتقدت عندما كانت في مرحلة الاكتئاب، بأنها لن تعود للكتابة من جديد، لان إحساس المراة بالامومة قد يشل تماما رغبتها للكتابة. وأوردت جريدة "الدستور" الأردنية أن "الحيلب الأسود" هو أول كتاب للمؤلفة كسيرة ذاتية، وهي تجمع بين الخيال و الواقع. وقد اختارت هذا الاسم لسببين. أولا لأنها من خلال تعاملها مع الاكتئاب بعد الولادة تبين لها أن حليب الأم ليس دائما "أبيض" نقيا. وثانيا انها حصلت من هذه التجربة على "الهام" فريد من نوعه وهو انه من الممكن تطوير "الحبر" من خلال "الحليب الأسود". كتبت المؤلفة الرواية عن الأصوات العديدة التي في داخلها قبل "حملها" مما مكن القراء من فهم اكتئاب ما بعد الولادة، وكانت صريحة جدا بمخاوفها، ورغباتها، وشكوكها وتناقضاتها، وسوء الفهم الثقافي للأمومة والأنوثة وانتقالها من مرحلة إلى أخرى وظروفها كامرأة في مجتمع شرقي. كما أن الكاتبة و صفت العديد من معاناة النساء الكاتبات: سيلفيا بلاث، أداليت أغااوغلو، فيرجينيا وولف، مورييل سبارك، أناييس نين وغيرهن، بل تطرقت حتى إلى حياة بعض زوجات الكتاب مثل صوفيا زوجة ليو تولوستوي وفرقت بين وجهة نظرهن بين فكرة "الأمومة" و "الرؤية النسوية" لخلق شيء من التوازن العقلاني. نجحت أليف شفق من خلال الرواية في تقسيم نفسها إلى "ست نساء صغيرات" وتصويرهن بأصواتها الداخلية، تحدثن معها قبل حملها وبعده.