ستكوهلم: لأول مرة في مؤتمر عام يقف سكرتير جائزة نوبل متحدثا ليكشف أدق أسرار الجائزة ويتحدث عن الأفكار الجديدة المطروحة لتطويرها. جرى ذلك أول يوليو خلال المؤتمر العالمي للأدباء الذي نظمه اتحاد كتاب السويد وعدة مؤسسات ثقافية أخري، والذي دعي إليه مائة كاتب من جميع أنحاء العالم، ويشارك فيه الفا عضو من ادباء ومترجمين، وحضرته من مصر نوال السعداوي وجمال الغيطاني، كمتحدثين ومن العالم العربي ابراهيم نصر الله وليلى الأطرش كمشاركين. قال هورس انجراهل سكرتير عام الجائزة - كما نقلت عنه صحيفة "أخبار الأدب" الإسبوعية المصرية - أنه يجري التفكير المتواصل للدخول بالجائزة إلي آفاق جديدة، وأضاف: أنه يوجد أدباء مهمون جدا في العالم ليسوا علي القائمة الحالية للترشيحات، كما أن سيدات قليلات حصلن عليها. وأضاف: حتي الخمسينات كان العرف السائد أن تمنح نوبل للرجال، لقد كان الفريد نوبل يرغب في منح الجائزة لعمل واحد للكاتب ولكن اللجنة طورت الفكرة إلى منح الجائزة لمجمل أعمال الكاتب مع التركيز علي عناوين محددة، وقال أن وصية نوبل لم تربط الجائزة بجنسية معينة للكاتب، إنما تهتم لعمل يثري الإنسانية كلها، وهي ليست لإطراء شخص أو أشخاص. وقال أن الكاتب الصيني جيان بينج عندما منح الجائزة منذ سنوات لم تعتبره الصين من رعاياها، وأرسلت الحكومة الصينية برقية تهنئة إلى الحكومة الفرنسية لأن الكاتب يعيش ويكتب في فرنسا، وقال أن الجائزة تعبر عن حداثة الرؤي في العالم المعاصر. كان جوته يقول، لابد من التعامل مع الأدب العالمي، وكان هذا رأي الفريد نوبل أيضا، غير أن نوبل أكد على منح جائزة الأدب للأعمال التي تعبر عن المثالية، ولم يوضح بالضبط مفهوم هذا الاتجاه المثالي. ولكن اللجنة حاولت توضيح هذه المثالية وتطوير المفهوم، وقال أن تولستوي لم يحصل علي الجائزة لأن اللجنة اعتبرت مجمل أعماله ضد ثقافة الآخر، أيضا اعتبرت اميل رولا ساخرا أكثر مما يجب. في عام 1936 كان اسم فرويد مطروحا، لكن رئيس اللجنة قال وقتئذ أنه مريض أكثر من المرضى الذين يعالجهم ولا يمكن أن تمنح له الجائزة. وقال سكرتير اللجنة أن الجائزة تمنح للعمل الذي يجب أن يقرأه العالم، وأكد أن اللجنة يجب أن تتحلى بنوايا جيدة وليس أحكام جيدة. كما يجب أن يدخل دائرتها الأدب الهامشي في العالم، وأكد أن استقبال القاريء للعمل ومزاجه يجب أن يؤخذ في الاعتبار. أنشئت جائزة نوبل عام 1901 على يد ألفريد نوبل العالم السويدي الذي جمع ثروة ضخمة من بيع اختراع جديد هو الديناميت. وقد نص الفريد نوبل في وصيته على ضرورة منح إحدى الجوائز سنويا لكاتب أو أديب أنتج عملا بارعا يعتبر نموذجا للأدب المثالي، بالإضافة إلى فروعها الأخرى في الرياضيات والفيزياء والطب والسلام والاقتصاد والكيمياء. وكان أول فائز بجائزة نوبل للآداب هو الشاعر الفرنسي سولي "برود أوم" الذي تم تفضيله على تولستوي. وتقوم الأكاديمية السويدية باختيار الفائز من قائمة تضم أسماء خمسة أدباء يرشحهم أساتذة الأدب والفائزون بجائزة نوبل السابقون.