تستعد مقاطعة شاندونج بشرق الصين لإقامة مراسم "مهيبة " الشهر المقبل في هونج كونج إحياء لذكرى المفكر والفيلسوف الصيني المشهور كونفوشيوس ، ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن ناطق باسم حكومة شاندونج مسقط رأس كونفوشيوس قوله ان المقاطعة ستنتهز الفرصة للاحتفال بالذكرى ال 2557 لميلاد كونفوشيوس وتقديم فكره الى العالم. وسترسل المقاطعة فريقا يضم 180عضوا لحضور النشاطات التذكارية في منطقة هونج كونج والتي ستستمر من الثاني الى السابع من أكتوبر المقبل. وسيتألف الفريق من علماء الكونفوشية ومغنين وراقصين ومؤدين من فرقة محترفة بمعبد الكونفوشية في تشوفو مسقط رأس الفيلسوف الصيني.أما المراسم التذكارية في المنطقة فستشتمل على معرض الثقافة الكونفوشية،و ندوة دولية حول الكونفوشية ومدلولها وأهميتها في المجتمع الحالي، بالإضافة الى طقوس دينية تذكارية ضخمة تقام في 7أكتوبر . وستجتذب الفعالية أيضا حسبما ذكرت "شينخوا" متخصصين في الكونفوشية من الولاياتالمتحدة وروسيا وماليزيا و جمهورية كوريا فضلا عن هونغ كونغ وماكاو وتايوان. وُلد الحكيم الصيني كونفشيوس مدينة شانتونج سنة 551 قبل الميلاد وما زالت تعاليمه التي تتمحور حول الفضيلة والأخلاق الركيزة الأساسية للمبادئ الأدبية والدينية التي يؤمن بها مئات الملايين من الصينيين حتى هذا اليوم. لم يؤسس كونفشيوس ديناً بالمفهوم التقليدي بل كان معلماً أخلاقياً بالمعنى العملي وكان تأثيره بالغاً على الأجيال المتعاقبة، وكان ابناً لمحارب ينتسب إلى سلالة ملكية. والده كان حاكماً لأحد أقاليم ولاية لو Lu وتوفي وابنه ما زال في سن الثالثة. الأسرة لم تكن موسرة ومع ذلك فقد قامت والدة كونفشيوس بتثقيف ابنها طبقاً لأفضل أساليب التربية والتعليم المتاحة آنذاك. المأثور عن كونفشيوس أثناء طفولته أنه كان يرتدي ثياباً غريبة ويقوم بإجراء طقوس دينية طالباً من رفاقه الصغار التعبد أثناء قيامه بتلك الشعائر الساذجة. بعد ثلاث سنوات من زواجه استهل كونفشيوس عمله كمدرّس. ويقال بأنه انفصل عن زوجته وأولاده خلال تلك الفترة. بعد ذلك عاش بقية حياته (لحوالي النصف قرن) متجولاً في ربوع الصين، محاولا تعليم الناس وغرس أفكار الخير في نفوسهم. ما أن بلغ سن الثلاثين حتى كان قد أكمل القسم الأكبر من تعاليمه التي تقترن دائماً باسمه. وبعد أربع سنوات من ذلك راح تلاميذه الكبار يتوافدون إليه طلباً لعلمه وطمعاً بكنوز حكمته. وكان خلال تلك الفترة قد التقى بالفيلسوف الصيني الشهير لاو تسي مؤسس ديانة الطاو . ذات مرة قام المفكر العملي كونفشيوس بزيارة المفكر الحالم لاو تسي فتأثر به أكثر مما تأثر هذا الأخير بفيلسوفنا الكبير. في العام 500 ق.م. تم تعيين كونفشيوس حاكما على مدينة تشونغ تو وبعد ذلك بقليل تم تعيينه وزيراً للشؤون الجنائية. وكقاض عادل أبدى فطنة غير عادية وقدرة عملية فائقة مما ألهب نيران الحسد في صدر حاكم ولاية تسي المجاورة. وقد أدى التدخل السافر لذلك الحاكم الحاسد الفاسد في شؤون كونفشيوس إلى نتائج سلبية مما اضطر كونفشيوس للاستقالة بعد أربع سنوات من تسلم منصبه خلال الثلاثة عشرة سنة التالية تنقل كونفشيوس من مكان إلى مكان ليعود أخيراً إلى موطنه الأصلي (لو) وقد ناهز السبعين من عمره فأمضى السنوات الخمس الأخيرة من حياته في الخلوة والاعتزال. جمع تلاميذه تعاليمَه التي تشتمل على أقوال وأمثال في منتهى الحكمة والمنطق والسداد، فهو القائل: "من يرى الصواب ولا يفعله فهو جبان" وهو أيضا القائل: "عدم الرجوع عن الخطأ هو خطأ أكبر". عندما توفي كونفشيوس في عام 478 ق.م حصل على تكريم فائق يليق بمشاهير الأبطال، وقد أقيمت طقوس خاصة لتخليد مبادئه والعمل بتعاليمه على مر الأجيال.