توافق مصري فلسطيني على فياض كرئيس لحكومة الوحدة الوطنية سلام فياض غزة:اعلنت مصادر قريبة من المفاوضات الجارية بين حركتي "فتح" و"حماس" لتشكيل الحكومة الجديدة إن "حماس" أظهرت مرونة عالية غير متوقعة في تشكيل الحكومة، الامر الذي يبعث على التفاؤل بقرب الانتهاء من تشكيلها قريبا. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن رئيس وفد "فتح" في الحوار الوطني عزام الأحمد قوله "ان الانتهاء من تشكيل الحكومة قبل انتهاء مهلة الشهر التي حددها الوفدان للإتفاق". وكشفت مصادر مطلعة أن رئيس الحكومة في رام الله سلام فياض يحظى بتوافق بين الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل و وزير الخارجية المصري الراعي للمصالحة نبيل العربي. وقالت المصادر إن جولة الحوارات الأخيرة في القاهرة شهدت بعض المناورات بين وفدي الحركتين، منها تقديم عدد من الاسماء لتولي رئاسة الحكومة، وإسقاط أسماء، ورفع أسماء أخرى بغرض المناورة. وأضافت ان وفد "فتح" اعتمد تكتيكا يرمي الى إضعاف مكانة فياض رغم معرفته أنه الخيار الوحيد لدى الرئيس عباس. وقالت إن قيادة "فتح" غير راضية عن النفوذ الكبير الذي بات فياض يتمتع به والذي ترى انه يغطي عليها. وذكرت المصادر ان قيادة فتح، خصوصا الرئيس عباس، تدرك أن فياض هو الوحيد القادر على اجتياز الامتحان الصعب لحكومة التوافق الوطني بما يتوقع أن تواجهه من تحديات أبرزها القبول الدولي. لكنها ترى وجوب الحد من قوته التي صنعت له مكانة في مقدم المشهد السياسي. ورجحت المصادر تجريد فياض من بعض السلطات التي تمتع بها في الحكومات السابقة، خصوصا وزارة المال. وكشفت ان الرئيس عباس يتجه لاعطاء هذه الوزارة الى رئيس صندوق الاستثمار الدكتور محمد مصطفى. وتبدي "حماس" مرونة عالية في تشكيل الحكومة، وقالت مصادر في الحركة لصحيفة "الحياة" اللندنية إن قيادتها لا ترى ما يعيق تولي فياض رئاسة الحكومة، لكنها تسعى الى الحصول على مقابل لذلك. وذكر أحد قادة الحركة في غزة ل"الحياة" أن 15 نائبا من نواب الحركة يقومون بحملة لاظهار أهمية بقاء فياض على رأس السلطة نظرا الى نجاحاته اللافته في إدارة المال العام وفي جلب الدعم الدولي وتنفيذ المشاريع. وتتطلع "حماس" على نحو خاص الى إعادة إعمار قطاع غزة الذي تعرضت بنيته التحتية لتدمير واسع في الحرب الاسرائيلية أواخر عام 2009 ومطلع عام 2010، وترى أن فياض الذي يحظى بقبول دولي واسع، هو الاقدر على تجنيد الدعم وتنفيذ مشاريع إعادة الاعمار. ويذكر ان "حماس" الحريصة على تشكيل حكومة لا تتعرض لأي نوع من الحصار الدولي، تتطلع أيضا الى تولي عدد من أنصارها حقائب مهمة في هذه الحكومة. وقال مسئول في الحركة إن "حماس" ترى أن تولي شخصيات مستقلة الحقائب الرئيسية، مثل رئاسة الحكومة والمالية والخارجية والامن سيؤدي الى قبول العالم بها، لكنها في الوقت نفسه ترى ضرورة وجود شخصيات مقربة من الفصائل في هذه الحكومة نظرا الى الدور المهم الذي ما زالت هذه الفصائل تلعبه في الحياة السياسية الفلسطينية. ومن الشخصيات التي إقترحت "حماس" توليها مناصب وزارية في الحكومة الجديدة، كل من الدكتور ناصر الشاعر، والدكتور سمير ابو عيشة، والدكتور غازي حمد. وتولى الشاعر وأبو عيشة مناصب وزارية في حكومة «حماس» الاولى عام 2006. أما حمد، فكان الناطق الرسمي باسم هذه الحكومة وحكومة الوحدة الوطنية التي أعقبت اتفاق مكة. وقدمت "فتح" قائمة من المستقلين المقربين من الحركة لتولي مناصب وزارية، مثل الدكتورة حنان عشراوي، والدكتور نبيل قسيس، والدكتور علي الجرباوي، وزياد البندك، وغيرهم. وفي سياق متصل، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق أن فياض مستبعد كمرشح للحكومة، مشيرا إلى أن فياض هو خيار الرئيس عباس وليس خيار "فتح". وشدد أبو مرزوق على أن اختيار موقع رئاسة الحكومة ومن سيشغل الحقائب الوزارية سيتم بالتوافق بين الحركتين، لافتا إلى أن الحكومة المقبلة ليست معنية بالمفاوضات والشأن السياسي برمته، وأن مهامها محددة وهي إدارة الفترة الانتقالية والإشراف على متابعة تنفيذ اتفاق المصالحة. واستبعد أبو مرزوق إمكان استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى أن الرئيس الفلسطيني كان واضحا عندما اشترط وقف الاستيطان قبل استئناف المفاوضات. وتابع "الإسرائيليون مستمرون ولا يتوقفون عن بناء المستوطنات، سواء في الضفة الغربية أو في القدس، إضافة إلى أن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أعلن عن موقفه بوضوح بأن لا عودة إلى حدود الخامس من يونيو/حزيران عام 1967". وتساءل باستنكار "على ماذا إذاً يتفاوض الفلسطينيون وما مرجعية التفاوض؟". ورأى أبو مرزوق أن من الصعب على عباس خوض المفاوضات وفق هذه الشروط التي وصفها نتنياهو والمدعومة أمريكيا. إلى ذلك، غادر وفد من "حماس" يضم كلا من أعضاء المكتب السياسي خليل الحية ونزار عوض الله غزة أمس في طريقه إلى دمشق للتشاور مع قيادة الحركة في المستجدات على الساحة الفلسطينية.