الخرطوم: كشف نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار الاثنين عن فشله في إقناع المسؤولين الشماليين بسحب قواتهم من مدينة أبيي محل الجدال بين الجانبين بعد سيطرة الجيش السودانى عليها فى 21 من مايو/اذار الجارى. وأوضح ماشار ، في مؤتمر صحفي، أن نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه رفض انسحاب الجيش بسبب اقتناعه بضرورة بقائه فى المدينة حتى يتم التوصل لتسوية سياسية للأزمة . وعبر ريك ماشار عن رفضه لإقامة الشماليين لإدارة عسكرية فى أبيي ، باعتبار ذلك لن يحل الكارثة الإنسانية الحالية . وقال نائب رئيس حكومة جنوب السودان إنه أبلغ الرئيس البشير ونائبه بأنه جاء للخرطوم بتكليف من حكومة الجنوب للتأكيد على الإلتزام بالسلام وعدم العودة للحرب مهما كانت المبررات والأسباب. واضاف مشار ان الشمال والجنوب اتفقا على التفاوض على نهاية للازمة في منطقة أبيي في اطار جهود لنزع فتيل التوتر قبل انفصال الجنوب المقرر بعد ستة أسابيع. وكان قد توصل حزبا المؤتمرالوطني السودانى الحاكم والحركة الشعبية إلى إتفاق لتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة منطقة "أبيي". وأوضح مشار بعد لقائه بالرئيس السوداني عمر البشير أن قضايا الوضع في أبيي وجنوب كردفان والنيل الأزرق والحدود بين الشمال والجنوب خاصة في محوري الإقتصاد والأمن تصدرت المباحثات. واعلن مشار إن الحوار مع الرئيس البشير كان صريحا وواضحا وأنه كان قد سبقه بلقاء مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني. وأضاف أنه وجد ذات القناعة في المضي قدماً لتنفيذ ما تبقى من إتفاق السلام الشامل، وأكد أن الحوار بين الشمال والجنوب سيتواصل لحل كل الخلافات والقضايا العالقة، مجدداً رغبة الحركة الشعبية في علاقة قوية مع المؤتمر الوطني. وفجر التوتر في أبيي هجوم تعرضت له قافلة من القوات الشمالية وقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في 20 مايو / ايار وألقيت المسؤولية عنه على غاتق القوات الجنوبية. وسيطرت الخرطوم على البلدة الرئيسية في المنطقة في اليوم التالي حركت دبابات وجنود الى المنطقة في 21 مايو/ ايار مما تسبب في فرار عشرات الاف الاشخاص وأذكى مخاوف عودة الحرب الاهلية، وتحدت منذ ذلك الحين نداءات الاممالمتحدة والولايات المتحدة والمسؤولين الجنوبيين للانسحاب قائلة ان المنطقة ارض شمالية. كما هددت الخرطوم بطرد الجماعات المسلحة المتحالفة مع الجنوب من جنوب كردفان والنيل الازرق فيما أثار امكانية تجدد الصراع حيث تقع المنطقتان داخل اراضي الشمال لكنهما تضمان الاف المقاتلين الذين حاربوا الخرطوم اثناء الحرب الاهلية، وتقع المنطقتان بالقرب من الحدود الداخلية لعام 1956 التي تم ترسيمها قبل استقلال السودان بوقت قصير. جدير بالذكر ان عصمت عبد الرحمن زين العابدين رئيس هيئة الاركان المشتركة للشمال كان قد اعلن الاسبوع الماضي ان القوات المسلحة السودانية ملتزمة بفرض الامن والقانون شمالي خط 1956 وانها لن تسمح بوجود أي قوات على اراضي الشمال. الا ان رد الجنوب جاء متعارضا مع هذة التصريحات حيث اكد مسؤولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان ان الجنود في تلك المناطق شماليون ولذلك لا يمكن لجوبا ان تطلب منهم الانسحاب و انه حتى اذا طلبت جوبا منهم العودة فلن يقبلوا الذهاب الى الجنوب لانهم سيعتبرون أجانب هناك. ومن المزمع اجراء مشاورات شعبية لتقرير علاقة المنطقتين بالخرطوم لكن هذه المشاورات لم تجر بعد. و كان الجنوب قد اقترح ان يتم السماح لوحدات عسكرية شمالية جنوبية مشتركة بالعمل في المنطقتين الى ان تجرى المشاورات.