واشنطن: بعد مطالبته بضمانات غربية للتوقيع على المبادرة الخليجية، أكدت الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم الخميس أن تقديم ضمانات لتنحى الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من منصبه أمر غير ضروري، وجددت مطالبتها بتوقيع "المبادرة الخليجية". وكان الرئيس اليمني صالح قد أبدى، في كلمة بثها التلفزيون اليمني الرسمي في صنعاء، استعداده لتوقيع "المبادرة الخليجية" التي تنص على تنحيه إذا قدمت الولاياتالمتحدة وأوروبا ودول الخليج ضمانات بتنفيذها.
وتنص هذه المبادرة خصوصا على تسليم صالح السلطة لنائبه وانتقال السلطة بشكل سلمي.
وجاءت تصريحات صالح بعد إعلان المفوضية العامة لحقوق الإنسان رفضها أي اتفاق لنقل السلطة يشمل عفواً عنه، خصوصاً بعد ارتفاع أعمال العنف في البلاد.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر إنه أطلع على تصريحات صالح، مشيرا إلى أن الجميع يدعمون التحول السياسي في اليمن على أساس المبادرة.
وأضاف تونر أن واشنطن لا تري ضرورة لمزيد من الضمانات، داعيا الرئيس صالح إلي الوفاء بتعهده بالتوقيع على اتفاق دول مجلس التعاون الخليجي دون تأخير، وترتيب الانتخابات الرئاسية قبل نهاية العام. ولفت إلي دعم الولاياتالمتحدة للمساءلة، وإجراء تحقيقات مستقلة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وردا علي ما يتردد حول الحصانة من الملاحقة القضائية كجزء في أي صفقة لخروج صالح من السلطة، أشار تونر إلي أن تفاق دول مجلس التعاون الخليجي يجيب على ذلك.
ويأتي ذلك في الوقت الذي استقبل فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء اليمنية توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام وأشار إلى تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني في هذا البلد.
وقال مارتن نيسيركي، المتحدث باسمه، إن بان كي مون "أعرب عن قلقه حيال المأزق السياسي الذي أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني" وإلى "تصاعد أعمال العنف الذي تسبب بالآم كبيرة للشعب اليمني".
وأكد بان كي مون لتوكل كرمان أن الأممالمتحدة "تقوم بكل ما بوسعها من أجل مساعدة الشعب اليمني على حل الأزمة السياسية".
وقد انضمت اليمنية توكل كرمان الثلاثاء إلى تظاهرة أمام مقر الأممالمتحدة في نيويورك للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يقمع بالدم الاحتجاجات الشعبية.
يشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيتبنى نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل قرارا يدين أعمال العنف في اليمن.
وقال دبلوماسي غربي الأربعاء أن الوضع بات "سيئا" في هذا البلد.
من ناحية أخرى، قال موقع "أخبار اليمن" المقرب من الحزب اليمني الحاكم إن الدورة الاستثنائية للحزب أقرت بالإجماع مقترحا تقدم به الرئيس اليمني بترشيح نائبه عبد ربه منصور هادي للانتخابات الرئاسية.
وأشار الموقع إلى أن الدورة أوصت بسرعة تشكيل حكومة جديدة خلال أيام تحل محل حكومة تصريف الأعمال القائمة، وتستمر في عملها إلى أن يتم إبرام اتفاق سياسي مع المعارضة ينهي الأزمة السياسية المستمرة منذ تسعة أشهر، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا لمقترحات المبادرة الخليجية وخطة التسوية التي حملها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر.
أما على الصعيد الأمني، فقد دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في اليمن إلى التظاهر مجددا الخميس في مسيرة سلمية في العاصمة صنعاء.
واستنكرت اللجنة في بيان استمرار عمليات القتل التي تمارسها القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح ضد المتظاهرين السلميين.
وقالت إنها خلفت خلال شهر 150 قتيلا وأكثر من 1300 جريح معظمهم بالرصاص الحي.
وأكد البيان أن معركة شباب الثورة مع نظام صالح ستظل سلمية ولن تتحول إلى الطابع المسلح، مطالبا في الوقت ذاته المجتمع الدولي والهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية بالالتفات إلى الوضع في اليمن والوقوف في صف الشعب اليمني المتطلع للتغيير وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، على حد تعبير البيان.