مصر والسودان العزب الطيب الطاهر اتسعت مساحة تفاؤلي بعد زيارة الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني الي القاهرة ولقائه بالقيادة المصرية ولفيف من رموزها خاصة انها حظيت بتغطية اعلامية واهتمام سياسي عريض فيقيني ان العلاقات المصرية السودانية تستحق قدرا اكبر من الاهتمام والمتابعة والتطوير الدائم من الجانبين علي نحو يتجاوز الواقع الراهن والماضي القريب خاصة في ظل توافر بعض الهواجس التي تسيطر علي بعض النخب السياسية . والامنية لدي الجانبين ما زالت تعرقل احداث اختراق حقيقي لمنظومة التعاون التي ما زالت مترهلة من فرط الاتفاقيات الموقعة والتي لا تجد طريقها الي التنفيذ وثمة عبارة تتردد دائما علي السنة الناطقين الرسميين لدي الجانبين بأن كلا من مصر والسودان يشكلان العمق الاستراتيجي لبعضهما البعض وهي عبارة حقيقية وتستند الي قراءة صحيحة للامن القومي للبلدين وهي تستدعي ترجمة واقعية وجيوسياسية بعيدا عن الاطر البيروقراطية التي تكاد تجهض اي مشروع للتكامل يتفتق عنه ذهن الخبراء والتكنوقراط وفي ظني ان ثمة امكانيات ومقومات يمتلكها البلدان لكنها لم توظف علي النحو الامثل او حتي القريب من الامثل تكمن اساسا في البعد الانتاجي والبشري لكن قواعد اللعبة السياسية ظلت علي الدوام حائلا دون هذا التوظيف خاصة في فترات سابقة التي سيطرت فيها حالة من الاستقطاب العقائدي والايديولجي الذي اسقط اعمدة كان قد تم بناؤها للنهوض قدما بمشروع تكاملي تهيأت له الاسباب ومع ذلك فان الفترة القادمة تتطلب ان يقتحم الجانبان كل العوائق السياسية والعقائدية والحدودية لبدء زمن جديد من التعاون وصيغ الاندماج الذي يحقق كفاءة اعلي في ادارة وتشغيل موارد الجانبين في سياق من التكامل الحقيقي البعيد عن السياق الاعلامي الفارغ المحتوي ولعل ما طرحه الفريق عبد الرحيم علي القيادة المصرية من امكانية للتعاون في مجال الاستثمار الزراعي يبشر بالدخول في دائرة تفعيل هذا المجال الذي اذا صدقت النوايا بشأن التعامل معه فانه سيكون بمقدور الجانبين ان يسقطا كل مبررات الازمة الغذائية ليس في البلدين فحسب ولكن علي صعيد النظام العربي الاقليمي الذي بات مطلوبا ان يمتلك حرية قراره السياسي التي تستوجب بالضرورة امتلاك القدرة علي انتاج رغيف الخبز اعتمادا علي امكانيات الذات بالدرجة الاولي فهل تفعل القاهرة والخرطوم ذلك بصدق نية واخلاص قلب. السطر الأخير : خذيني للبحر الساكن في قسماتك للموج الهادر في المسافة بين العينين ارسمك ايا عنواني لوحة عشق بجدران القلب المفتوح لاقمار الصبح تتراءي بعينيك. عن صحيفة الراية القطرية 17/6/2008