بعد لبنان.. هل يُكسر اتجاه الصراع في المنطقة؟ اسامة تليلان بعد النجاح الذي كرسه الجهد العربي في تحقيق حل اولي للازمة اللبنانية، هل نوسع دائرة التفاؤل والأمل في تحقيق ما يقترب مما تحقق في لبنان ليشمل قضايا عربية اخرى، فالمهم ان يؤسس هذا التغير في لبنان الى بداية لانهاء حالة الصراع بين الاطراف الداخلية ونقلها الى اطار التنافس في عملية بناء لبنان مهما كان الثمن ومهما بلغت التنازلات ، واخراجها من دائرة انهاك المجهود العربي في صراعات داخلية على حساب قضايا اكثر الحاحا واهمية في مواقع اخرى، فالتحديات والتهديدات التي تواجة المنطقة العربية ما زالت قائمة واكثر حساسية وحدة من أي وقت اخر. ما حصل على صعيد الازمة اللبنانية يتعدى الحدود اللبنانية، فكما كان من المتوقع ان تطال اثار الازمة المنطقة وتفاعلاتها، فمن المؤكد ان الانفراج سيترك انعكاسات مهمة على الساحة العربية وتفاعلاتها، والاهم في ذلك ان يؤسس ما حدث في حل الازمة اللبنانية الى كسر دائرة اتجاه الصراع في المنطقة العربية التي تكرست في السنوات الاخيرة بتركز الصراع داخل الدول العربية، كنتيجة لمعادلة اقليمية ودولية حكمت هذا الاتجاه، وعطلت الكثير من الجهود والمساعي العربية العربية لكسر حالة الصراعات بين القوى العربية، وما سيؤكد ذلك هو ان يكون الاتفاق اللبناني الذي تم في الدوحة ناتج عن توافق لبناني لبناني او ان يؤسسس لمثل هذا التوافق في هذه المراحلة من اعادة بناء العملية السياسية في لبنان، وليس فقط كناتج لمعادلة اقليمية ودولية ترتبط بمتغيرات اللحظة الراهنة، فالنجاح اللبناني الحقيقي المطلوب يرتبط بما ينتجه الداخل اللبناني من فهم مشترك لحدود المصلحة والوحدة الوطنية وليس بما تتيحة المعادلات الخارجية والا اصبج الامر سيان ان في الاتفاق او الصراع لان امكانية الارتداد تظل قائمة في اي لحظة. ورغم ان ما جرى من انفراج لم يعبر حتى اللحظة بشكل قاطع عن تغيرات حقيقية في بنية اطراف الصراع الداخلي حتى يتم تسليم مقاليد البلاد كافة الى السلطة الشرعية الجديدة التي ولدت نتيجة هذا الاتفاق ، فإن ما تم امر غاية في الاهمية ويعبر عن تغيرات مهمة تحيط بالمنطقة العربية، وبعيدا عن طبيعة تغيرات اللحظة الراهنة، فان الانفراج اللبناني من شأنه ان يشكل اول حلقة مهمة في كسر اتجاهات الصراع التي فرضت على المنطقة، وان يغري في تحقيق عدد من التوافقات العربية العربية، رغم تباين الظروف في كل حالة. الامر الذي يجعل من اعادة قراءة الملفات العربية المتأزمة والبناء على ما بذل من جهود كبيرة وجبارة من قبل دول عربية طيلة السنوات السابقة مثل السعودية والاردن ومصر حالة قابلة لامكانية تحقيق تقدم موضوعي يعزز من كسر حالة تكرس الصراعات في المنطقة العربية في داخل دولها او عبر حدودها بكل ما يعنية ذلك من تهديد حقيقي لمستقبل المنطقة ودولها وشعوبها ومن فرص للاطراف الخارجية والاقليمية كافة منها او الدولية. الامر الذي سيتعزز كلما امكن الخروج بمختلف القوى والاطراف المتصارعة من ان تكون ادوات في استراتيجية تغيير اتجاهات الصراع التي فرضت على المنطقة لتحقيق اهداف عبر رؤية عربية ان تحققت فستكون على حساب الاطراف العربية وقضاياها المركزية كافة. فالرهان الحالي في اعادة التوازن والفاعلية والتضامن الى النظام العربي يشكل اولى واهم الحلقات في مواجهة نمط التحديات الجديد الذي بدأت تتعايش معه دول وانظمة وشعوب العالم العربي بشكل اخذ يرهق جميع الاطراف ويغري في تمدد الادوار الاقليمية والدولية الطامحة لزيادة مساحات نفوذها ومساحات تحقيق مصالحها. وفي البناء على ما تحقق في الازمة اللبنانية مدخلا متوازنا لاعادة الاعتبار للمصلحة العربية بأطار مؤسسي حاكم. عن صحيفة الرأي الاردنية 31/5/2008