هزيمة هيلاري كلينتون المحتملة: انتصار تاريخي!!! أريانا هافنجتون تساءلت جريدة نيويورك تايمز في عددها الصادر يوم الإثنين الماضي عما إذا كانت مسيرة السيناتور هيلاري كلينتون المتراجعة صوب مقعد الرئاسة تمثل "انتصاراً تاريخياً وإن كان غير مكتمل أم أنها تمثل تذكرة محزنة بأسباب إقبال عدد محدود من النساء على الترشح لشغل مناصب بارزة في الساحة السياسية الأميركية". وأنا من أنصار الرأي الأول الذي يقول بأن مسيرة كلينتون تمثل انتصاراً تاريخياً وإن لم يكن مكتملاً. والشيء الوحيد الذي وجدته محبطاً هو أن هذه الإجابة تعتبر محل شك بين أوساط عدد كبير من المثقفين الأميركيين. وكنت قد انتقدت بشكل مستمر السيناتور هيلاري كلينتون بسبب مسار حملتها (وانتقدتها قبل ذلك بفترة طويلة بسبب تصويتها في صالح حرب العراق)، ولكن ليس ثمة شك في أن كلينتون غيرت وللأبد الطريقة التي ينظر بها البعض للمرأة المرشحة لمنصب الرئاسة الأميركية. ووفقاً لتعليقات جريدة نيويورك تايمز، حققت كلينتون سجلاً جديداً لما يمكن أن تحققه المرأة في حملة انتخابية، بعدما نجحت في جمع أكثر من 170 مليون دولار من التبرعات، ونجاحها في ترك انطباعات جيدة في المناظرات التي شاركت فيها بشكل أكبر من منافسيها الرجال، وهو الأمر الذي ساعد في حشد النساء المسنات وإقناعهن الناخبين الذكور البيض الذين لم يكن يتوقع أبداً أن يصوتوا لصالحها بدعم السيناتور الشابة". وقد نجحت كلينتون إلى الأبد في تحطيم علامة الإستفهام التي تحوم حول المسألة التي يشعر عدد كبير من الناس (بشكل خاطئ من وجهة نظري) أنها أكبر نقطة ضعف لأي امرأة مرشحة: وهي قدرتها على أن تظهر كقائد أعلى مقبول للجيش الأميركي. ويحسب لكلينتون أنها تسعى لإقتحام منطقة يسيطر عليها الرجال. لذا، فإنه في المرة المقبلة، عندما تترشح امرأة أو أثنتان أو ثلاثة لمنصب الرئاسة، لن ينظر إلى هذا الأمر على أنه يمثل حدثا جديدا. ولكن أعظم انتصار حققته حملة كلينتون، وهو انتصار كامل، هو النموذج الذي قدمته للجيل الجديد. وقد ساعد إصرارها ومثابرتها وتوجهها الذي لا يكل في جعلها نموذجاً مثالياً للنساء الشابات. ودائماً ما تتحدث ابنتي بمشاعر يغلب عليها مزيج من الإعجاب والخوف على هيلاري كلينتون، حيث تنظر إليها بإعجاب وهي تستيقظ صبيحة كل يوم لتنسى الأشياء المحيطة بها وتستمر في متابعة حلمها بالوصول إلى مقعد الرئاسة. وقد كتبت كثيراً عن الخوف والشجاعة، وأن الشجاعة لا تعني غياب الخوف بقدر ما تعني الإنتصار عليه. إن الأمر يتعلق بالنهوض مجدداً من العثرة بعد السقوط. فهل جسد أي شخص مشهور هذا الأمر بشكل أكبر قوة وإثارة عن هيلاري كلينتون. وكان من الواضح أن الحملة الإنتخابية التي امتدت لنحو 17 شهرا تقريباً قد تركت آثاراً سلبية على كلينتون، ولكنها شهدت في الوقت نفسه تحولات لا يمكن تصديقها. وكانت كلينتون قد أعلنت على نحو شهير بعد فوزها في انتخابات ولاية نيوهامبشاير أنها عثرت على صوتها. ولكنها لا تزال تواصل العثور عليه وإعادة استكشافه. وفي النهاية، تبدو كلينتون، حتى وقتنا هذا بأنها لا تزال تحافظ على رسالتها. ومن خلال القيام بذلك، نجحت كلينتون في الحفاظ على اسم عائلة كلينتون. ويجب أن ننسى الجلبة الدائرة حول الإصلاح الإجتماعي والتجارة وإقتصاديات الطريق الثالث. وبعد أن بدأت مسيرتها انطلاقاً من ولاية أوهايو، حولت هيلاري اسم كلينتون إلى علامة تمثل الأميركيين من الطبقة العاملة. وأنا أرى أن هيلاري سوف تعود إلى مجلس الشيوخ بحس جديد وقوة وأهداف جديدة عثرت عليها مؤخراً. وبعد تقلص احتمالات فوز هيلاري بمنصب الرئاسة الأميركية في الوقت الحالي على أقل تقدير، فإنها يمكن أن تمثل قوة تقدمية قائدة في مجلس الشيوخ. نشر في صحيفة " جلوبال فيوبوينت " ونقلته صحيفة " الوطن العمانية " 31/5/2008