عيون على أوباما عاطف عبد الجواد مع كل يوم يمر الآن يحسن السناتور باراك أوباما فرصه كمرشح نهائي عن الحزب الديموقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية. فهو يتفوق على خصمه الديموقراطي السناتور هيلاري كلنتون، والمعادلة الحسابية توضح الآن انه من المستحيل عليها ان تلحق به في الانتخابات الأولية المتبقية حتى انتهاء هذه الانتخابات في الأسبوع الأول من يونيو. ولأن ايا من اوباما وكلنتون لم يحقق العدد اللازم لتأمين ترشحه النهائي، فإن الحزب الديموقراطي سوف يتدخل لاختيار مرشحه النهائي عن طريق ما يعرف بكبارالمندوبين في الحزب، او كبار شخصيات الحزب. هؤلاء يتسربون الآن واحدا تلو الآخر للوقوف في صف اوباما. ومع تحسن فرص اوباما تزداد شراسة الهجمات عليه من جانب الجمهوريين والمحافظين وبعض اليهود. اوباما يتعرض الآن لهجمات من جانب المرشح الجمهوري جون ماكين لأنه دعا الى الانخراط في حوار مع ايران قائلا: إنه يجب على اميركا ان تخاطب اعداءها قبل مخاطبة اصدقائها. لكن مشكلة اوباما هي ان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد وصف اسرائيل قبل ايام بكونها جثة متعفنة في طريقها الى الزوال. أي ان اوباما يرغب في مقابلة ومخاطبة عدو لدود لإسرائيل. وفي اكتوبر الماضي انتقد اوباما خصمه الديموقراطي كلينتون لأنها صوتت لصالح قرار غير ملزم في مجلس الشيوخ الأميركي يصف الحرس الثوري الإيراني بأنه جماعة ارهابية. وقال اوباما في انتقاده إن هيلاري كلنتون، التي صوتت من قبل لصالح غزو العراق، تصوت اليوم مرة اخرى لإعطاء الرئيس بوش الضوء الأخضر لهجوم عسكري محتمل على ايران. ومن المعروف ان اسرائيل تدعو وتشجع الحكومة الأميركية على ضرب المفاعلات النووية الإيرانية. وفي الأسبوع الماضي استقال احد مستشاري حملة السناتور اوباما، واسمه روبرت مالي، بعد ان تكشف انه كان قد اجتمع مع بعض زعماء حماس. في كل من هذه الحالات يبدو اوباما في موقف لا يسعد الإسرائيليين. ثم اعلنت حماس ايضا انها تود ان ترى اوباما يفوز بالرئاسة. اليهود يصوتون في اغلبهم لصالح الحزب الديموقراطي. ولكن استطلاعا جديدا للرأي اجرته مؤسسة جالوب يوضح ان بعض الناخبين اليهود ربما انصرفوا عن اوباما لو اصبح هو المرشح الديموقراطي النهائي. الاستطلاع يقول إن اوباما سوف يحصل على 61 في المائة من اصوات اليهود مقابل 32 في المائة سوف يصوتون لصالح المرشح الجمهوري جون ماكين. لا تزال هذه نسبة كبيرة من اليهود الذين سوف يصوتون لأوباما. ولكن خصوم اوباما الذين يدقون اجراس التحذير والانذار يشيرون الى ان اليهود صوتوا بنسبة 75 في المائة لصالح المرشح الديموقراطي في انتخابات عام 2004. هذا يعني ان تأييد اليهود للحزب الديموقراطي هبط بسبب مواقف اوباما من ايران وبسبب تأييد حماس له. اليهود يشكلون 2 في المائة فقط من تعداد السكان في الولاياتالمتحدة. ولكن دورهم قد يكون حاسما في انتخابات شديدة المزاحمة، يتقارب فيها مرشحا الحزبين. والسبب في اهمية أصوات اليهود هو انهم يتركزون جغرافيا في بعض الولايات الهامة كما انهم يخرجون دائما للإدلاء بأصواتهم بينما تتقاعس جماعات اخرى عن المشاركة في التصويت. الولايات الكبيرة التي يتركز فيها الوجود اليهودي هي كاليفورنيا ونيويورك ونيو جيرسي وبنسلفانيا وفلوريدا. وهذه الولايات وحدها تتحكم بنسبة عالية من اصوات الكلية الانتخابية. لكي يفوز مرشح بالرئاسة لا بد له من الحصول على 270 من اصوات الكلية الانتخابية. وهذه الولايات الكبيرة توفر وحدها 128 صوتا من هذه الاصوات. إذن لو اشتد التنافس في هذه الولايات بين الديموقراطي اوباما والجمهوري ماكين يمكن لاصوات اليهود ان تلعب دورا حاسما في تحديد نتيجة الانتخابات في هذه الولايات. في ولاية فلوريدا يوجد 400 الف يهودي، وفي ولاية بنسلفانيا يوجد 200 الف يهودي. ويمكن لهذه الأعداد ان تنصر مرشح الحزب الجمهوري لو انها قررت التحول بعيدا عن الحزب الديموقراطي. عندما زار السناتور جون ماكين اسرائيل في مارس الماضي وقف امام الجدار الغربي ، المقدس لدى اليهود، وقبل احجاره في صورة تناقلتها وكالات الأنباء ووسائل الإعلام. هذه الصورة يستخدمها الحزب الجمهوري اليوم لإقناع يهود اميركا بالتصويت له في نوفمبر المقبل. وفي محاولة اخرى لابعاد الناخبين اليهود عن اوباما يعتزم الحزب الجمهوري ان ينشر اعلانا يظهر فيه اوباما مع صورة لأحمدي نجاد ويقول الإعلان: اوباما يسعى لصداقة الرجل الذي يهدد بمحو اسرائيل. هذه هي بداية حملة رئاسية شرسة سوف تشتد ضراوة مع تأمين اوباما ترشحه النهائي عن الحزب الديموقراطي. عن صحيفة الوطن العمانية 15/5/2008