حماس وأوباما عاطف عبد الجواد في مؤشر على كيف ستسير حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية بين المرشح الجمهوري جون ماكين والسناتور باراك اوباما ( على افتراض ان اوباما سيصبح عن قريب مرشح الحزب الديموقراطي) صور ماكين غريمه الديموقراطي اوباما بأنه معشوق حماس، واشار ضمنا ايضا الى ان اوباما سيكون صديقا لإيران. ففي مؤتمر صحفي قال ماكين: :إنه يعتقد ان تصريحات ادلى بها احد زعماء حماس واشاد فيها بالسناتور اوباما هي موضوع يستحق المناقشة. واتهم ماكين اوباما ايضا بأنه يؤيد مفاوضات مع الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي دعا الى محو اسرائيل من الوجود. واوضح ماكين ان هناك اختلافا واضحا بينه وبين اوباما بهذا الشأن. اتهامات وهجمات الجمهوري ماكين ضد اوباما هي عينة صغيرة مما يعده الحزب الجمهوري لتقويض فرص اوباما في الفوز بالرئاسة. وقد رد اوباما على اتهامات ماكين فوصف المرشح الجمهوري بأنه فقد صوابه وبأنه ينخرط في حملة تشويه وتلطيخ. ويحاول السناتور ماكين تصوير اوباما على انه عديم الخبرة بقضايا السياسة الخارجية وبأنه يتسم بالسذاجة وبأنه رخو في التعامل مع الإرهاب. ويواجه اوباما ايضا هجمات تقول إن تأييده لإسرائيل يتسم بالضعف. الحقائق تقول إن اوباما لم يؤيد حماس على الإطلاق خلافا بما يقوله الجمهوري ماكين. ففي مرات عديدة استمر اوباما يقول علنا إنه يعتبر حماس جماعة ارهابية، ولم يسع للحصول على تأييد الجماعة له. كما ان اوباما لا يدعو الى مفاوضات فورية مباشرة او غير مشروطة مع الرئيس الإيراني. بدأ الخلاف بين ماكين واوباما بشأن حماس في الشهر الماضي عندما ادلى احمد يوسف بتصريحات لمحطة اذاعية اميركية في نيويورك اشاد فيها بالسناتور اوباما. احمد يوسف هو مستشار سياسي لحماس في قطاع غزة، كان يتحدث في مقابلة اذاعية عندما اشار الى ان الحملة الانتخابية الأميركية تدفع كافة المرشحين الى اظهار صداقة قوية نحو اسرائيل اثناء الحملة، بمن فيهم السناتور اوباما. ولكن يوسف قال ايضا بعد ذلك إن حماس تحب اوباما وتتمنى ان يفوز بالرئاسة. وقال إن اوباما مثل جون كنيدي هو رجل عظيم له مبادئ عظيمة، وإن اوباما لديه رؤية لتغيير اميركا ووضعها في مكانة تتزعم منها المجتمع العالمي ولكن ليس بالهيمنة او العجرفة. وزارة الخارجية الأميركية تضع حماس على قائمة الجماعات الإرهابية. والسناتور ماكين اعرب عن افتخاره بأنه سيكون عدو حماس اللدود لو فاز بالرئاسة. قال ماكين: اني سوف اكون اسوأ كابوس بالنسبة لحماس. وفي الوقت نفسه يحاول ماكين ان يصور اوباما على انه متعاطف مع حماس. قال ماكين: من الواضح من ترغب حماس في فوزه بالرئاسة. واذا كان السناتور اوباما هو معشوق حماس فيمكن للناخبين ان يستخلصوا حكما بأنفسهم على اوباما. هذا كلام ماكين. اذا كانت حماس قد اعلنت انها تفضل اوباما على غيره من مرشحي الرئاسة فهل يعني ذلك ان اوباما بدوره يؤيد حماس؟ اوباما صوت مع ماكين عام 2006 لصالح تشريع في مجلس الشيوخ الأميركي يدعو اعضاء المجتمع الدولي الى الامتناع عن الاتصال بحماس او تقديم دعم مالي لحماس ما لم تعترف بإسرائيل وتقبل الاتفاقات السابقة التي وقعت بين الفلسطينيين واسرائيل. والعبرة هي انه اذا كانت حماس تريد مساعدة اوباما على الفوز بالرئاسة فيجب عليها ان تمتنع عن الإشادة به. نحن نذكر كيف ان اسامة بن لادن اذاع شريط فيديو قبل الانتخابات الرئاسية السابقة في الولاياتالمتحدة حث فيه الناخبين الأميركيين على عدم التصويت لصالح جورج بوش. كان اسامة بن لادن يسعى الى فوز جون كيري ضد بوش. فماذا حدث؟ صوت الأميركيون ليس لصالح كيري بل لصالح بوش. الناخبون الأميركيون سوف يفعلون كل شيئ عكس ما يريده ابن لادن وعكس ما تريده حماس. الأفضل اذن ان تغلق حماس فمها الى ما بعد الانتخابات. وإذا كان اسامة بن لادن يحب اوباما هو الآخر فيجب ان يغلق فمه هذه المرة وإلا سقط اوباما ونجح ماكين. عن صحيفة الوطن العمانية 14/5/2008