هيمنة الصقور! أحمد ذيبان تطور دراماتيكي حدث في انتخابات قيادة جماعة الاخوان المسلمين في الأردن، بانتخاب الدكتور همام سعيد مراقبا عاما للجماعة، وهو أستاذ جامعي في الشريعة يصنف في قائمة ما يعرف ب الصقور او التيار المتشدد في الجماعة، خلفا ل المعتدل سالم الفلاحات الذي انتخب قبل عامين، علي عجل بعد قرار المراقب العام السابق عبد المجيد الذنيبات المعتدل أيضا التخلي عن موقعه الذي شغله أحد عشر عاما!. تصنيفات الصقور والحمائم، او المتشددين والمعتدلين أصبحت دارجة في الأحزاب والحركات السياسية، وانتقلت الي صفوف الإسلاميين، وتيار الصقور في اخوان قريب في توجهاته ومواقفه من حركة حماس، وقد حرصت قيادة الجماعة خلال السنوات الماضية علي التمسك بنهج الاعتدال، لامتصاص الضغوط التي واجهتها الحركات الاسلامية منذ هجمات 11 سبتمبر عام ألفين وواحد، حيث انعكست تداعيات ما يعرف بالحرب الأمريكية علي الإرهاب علي هذه الحركات في مختلف أنحاء العالم، وتعرضت جراء ذلك لمضايقات وملاحقات . وبانتخاب همام سعيد يكمل الصقور هيمنتهم علي جناحي الحركة الاسلامية في الأردن، حيث يتولي زكي بني أرشيد المحسوب علي الصقور ايضا موقع امين حزب جبهة العمل الاسلامي، الواجهة السياسية للاخوان!. القراءات الأولية للنتائج المتوقعة لهيمنة الصقور، أن التوتر بين الاسلاميين والحكومة الذي ميز العلاقة بين الجانبين خلال السنتين الماضيتين سيتصاعد، ذلك أنه حتي خلال ولاية سالم الفلاحات المعتدل كانت الحرب الباردة قائمة بين الجانبين، والشكوك هي سيدة الموقف، اما في العهد الجديد فالأرجح أن الأمور ستزداد سخونة، لكن من ناحية أخري فإن انتخاب همام سعيد علي رأس الجماعة يعني فشل حملة الضغوط الحكومية التي ترافقت مع هجمات إعلامية شرسة نفذها صحفيو الحكومة، وكان الهدف من تلك الضغوط، محاصرة تيار الصقور وتهميشه تحت عنوان ربطه بحركة حماس، حيث العلاقة بين العلاقة بين الحركة والحكومة الاردنية متوترة ومقطوعة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، وازدادت القطيعة بين الجانبين بعد فوز حركة حماس في الاراضي الفلسطينية، وما أعقب ذلك من انقسام فلسطيني وحصار علي قطاع غزة، حيث ينحاز الاردن بشكل علني الي جانب السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، الذي يخوض صراعا مع حماس التي تسيطر علي قطاع غزة!. ويبدو أن حملة الضغوط أفرزت نتائج عكسية، باتجاه اتساع التيار المتشدد في الحركة الإسلامية، وربما ساعد في ذلك حالة الإحباط العامة التي تجتاح المنطقة علي كافة الأصعدة وخاصة الفشل في عملية السلام والرهان الخاسر علي الدور الأمريكي، وهذا المناخ سائد في العديد من البلدان العربية والاسلامية، فالحصار والعزل الذي استهدف حركة حماس لم يحقق النتائج المرجوة، بل بالعكس يسهم في زيادة التطرف كرد فعل طبيعي، كما ان الحركات الاسلامية تزداد قوة ونفوذا وتكسب المزيد في الشارع علي حساب خسارة الحكومات والأحزاب الموالية لها، وربما جاءت الأزمات الاقتصادية لتزيد الأمور تعقيدا، وهذا درس ربما تستفيد منه الحكومات!. عن صحيفة الراية القطرية 5/5/2008