بوش يدفع السلام.. ولكنه لا يحفز إسرائيل نحو السلام جون ماكنون أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن أمله بأن تنجح العملية السلمية في الشرق الأوسط وتكلل بإقامة دولة فلسطينية قبل نهاية فترة رئاسته ولكن من ينظر الى اللقاء الذي تم في البيت الأبيض قبل ايام بين بوش والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيجد أن هناك القليل من المؤشرات التي تدل على أن هذه الادارة راغبة فعلا في ممارسة اي ضغط على إسرائيل لإجبارها على تقديم تنازلات كما يرغب الفلسطينيون. وقال بوش في تصريح له أمام عباس «إن الدولة الفلسطينية تأتي على رأس أولويات إدارتي» ثم كال المديح لعباس قائلا إنه رجل السلام ورجل صاحب رؤية واختتم تصريحاته قائلا «إننا واثقون من أننا سنتوصل الى تعريف محدد للدولة الفلسطينية». شنت الإدارة الأميركية حملة السلام الخاصة بها للشرق الأوسط بعد سنوات طويلة من الانتظار وتمثل ذلك في الدعوة لعقدمؤتمر انابوليس في شهر نوفمبر الماضي. التقدم الحاصل منذ تلك الفترة وحتى الآن هو تقدم محدود وبطيء للغاية وجاءت زيارة عباس لواشنطن في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس بوش للسفر الي الشرق الأوسط لمشاركة اسرائيل احتفالاتها بالذكرى الستين لتأسيسها ويقول المسؤولون الأميركيون ان الرئيس سيستغل زيارته تلك لحض الفلسطينيين والاسرائيليين والقادة العرب على التحرك بالعملية السلمية الى الأمام. وقد رد عباس بأدب على تصريحات الرئيس بوش وامتدحه على الجهود التي يبذلها لإحياء عملية السلام. ولم يخف الرئيس الفلسطيني نفاد صبره تجاه التقدم البطيء الحاصل عندما قال إن الوقت عامل جوهري في العملية السلمية ولم ينس الرئيس الفلسطيني أن يمتدح خطة السلام العربية التي تدعو اسرائيل للانسحاب الى حدود ما قبل 1967 مقابل الاعتراف العربي بها وقال عباس موجها حديثه لبوش إن زيارتكم القادمة لهي مؤشر قوي على رغبتكم الشخصية في استمرار العمل الجاد من أجل تنفيذ رؤيتكم المتمثلة في حل الدولتين لا أستطيع أن أقول إن طريق السلام ممهدة بالورود بل هي مليئة بالعقبات ولكننا سنعمل سويا على التغلب على هذه العقبات والتوصل الى السلام. الفلسطينيون يريدون من البيت الابيض ممارسة الضغوط على اسرائيل لتخفيف قبضتها على الاراضي الفلسطينية التي حولتها الى سجن كبير وتجميد نشاطها الاستيطاني الذي يبتلع المزيد من الاراضي العربية يوميا في الضفة الغربية. في المقابل نجد أن اسرائيل تشتكي وتقول إن القادة الفلسطينيين يفعلون الشيء القليل لوقف عمليات اطلاق الصواريخ على الأهداف الاسرائيلية القريبة من غزة. وتعطي الولاياتالمتحدة اسرائيل الحرية في استخدام القوة كيفما تشاء من أجل الدفاع عن نفسها وفي نفس الوقت تدعو كلا الطرفين للتركيز على القضايا الأساسية وخاصة حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية. وخلال زيارته الأخيرة للقدس في يناير الماضي أعرب بوش عن قلقه من ان قادة المنطقة قد يخسرون هذه اللحظة المناسبة التي قد تساهم فيما لو استغلت الاستغلال الجيد في التوصل الى اتفاق سلام تاريخي. تدرك الولاياتالمتحدة في قرارة نفسها أن حدود الدولة الفلسطينية لن تكون ابدا هي حدود ما قبل حرب 1967 ومن الممكن الاتفاق على قضية المستوطنات من خلال المفاوضات التي ستجرى لتحديد حدود الدولة الفلسطينية. ردت اسرائيل على دعوات السلام بتنشيط بناء المستوطنات وتوسيعها بصورة اسرع من السابق وهذا الشيء يلحق بالغ الضرر برئيس السلطة محمود عباس الذي تشير استطلاعات الرأي الى أنه يخسر بسرعة تأييد الشارع الفلسطيني له في الوقت الذي تحقق فيه حماس المزيد من النجاحات والشعبية. الشيء الوحيد الذي يتفق عليه المحللون هو أن البيت الابيض لا يفعل ما يكفي لدعم عباس، يقول جون والترمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن بوش لا يلقي بالا للمشاكل السياسية التي يواجهها عباس إن البيت الابيض ملتزم بقوة بالوقوف في وجه العنف ولكنه لا يدرك أنه يتوجب عليه بذل بعض الجهود من أجل تمكين عباس من بناء نوع من المصداقية الخاصة به أمام شعبه. إن عدم تمتع عباس بالمصداقية يعني أنه عاجز عن فعل أي شيء لشعبه. عن صحيفة الوطن القطرية 4/5/2008