موقف مصري حازم أنور صالح الخطيب للمرة الثانية خلال أيام قليلة تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل مباشر منازل المواطنين في قطاع غزة وللمرة الثانية يسقط نساء وأطفال ضحايا للعدوان الإسرائيلي المتواصل والمستمر دون أن تسمع حكومة الاحتلال كلمة كفي من المجتمع الدولي أو تسمع صوت إدانة من العالم العربي الذي يفترض به أن يقول لا للمجازر الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني لإبراء ذمته أمام شعوبه علي الأقل من الواضح أن" إسرائيل" أقدمت علي المجزرة الأخيرة عن سابق إصرار وترصد وهي تريد من خلال قتل الأطفال والنساء تحديدا السعي لما تعتقد انه إحراج وتعرية المقاومة الفلسطينية وفصائلها التي وصلت إلي القاهرة استجابة للمبادرة المصرية بإيجاد تهدئة متبادلة في قطاع غزة بما يضمن رفع الحصار وفتح المعابر أيضا. المقاومة فهمت الرسالة فردت الفصائل الفلسطينية كل حسب إمكاناتها بإطلاق الصواريخ علي المستوطنات أو بالاشتباك مع قوات الاحتلال علي مشارف غزة. متوعدة بالمزيد من العمليات وحتي بإعادة النظر في موضوع التهدئة مع الاحتلال من الأساس. مشهد الأطفال الأشقاء الأربعة الذين كانوا يتناولون طعام الإفطار مع والدتهم حينما اغتالتهم حكومة الاحتلال وجيشها صباح أمس يدمي القلب. ويدمي القلب أيضا مشهد الأب الباكي الذي حمل أشلاء أطفاله من المستشفي ليدفنهم. فالاحتلال الإسرائيلي أباد عائلته بكاملها وفي المقابل مطلوب من هذا الأب ومن غيره الكثيرين أن يؤمنوا بالسلام ويؤمنوا بحق الاحتلال ومستوطنيه ومستعمريه الحصول علي الأمن والسلام في أرضه وارض أجداده. لا يمكن لأحد أن يلوم الأب الذي فقد عائلته أمس مهما فعل فالباديء اظلم وكما تدين تدان.. وجميع القيادات الفلسطينية التي تفاوض الاحتلال الإسرائيلي والتي تقاومه أيضا وتبحث التهدئة مع القاهرة لا تستطيع أن تنظر في عيون الأب المكلوم الذي فقد كل شيء لأن هناك رغبة إسرائيلية شريرة في إفشال الجهود المصرية وإحباط مساعي التهدئة. مطلوب من القاهرة موقف حازم وواضح يتمثل في المبادرة إلي رفع الحصار فورا عن قطاع غزة من خلال فتح معبر رفح والسماح للفلسطينيين بحرية التنقل دون وصاية " إسرائيل ". فجريمة الاحتلال أمس لا يمكن السكوت عليها وهي بقدر ما تشكل إهانة للقاهرة وجهودها وإهانة لدورها أيضا بقدر ما هي رسالة واضحة أن الاحتلال لا يريد التهدئة بل يريد قتل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عن بكرة أبيه. عن صحيفة الراية القطرية 29/4/2008