العودة إلى ليبيا د.هاني شادي يبدأ اليوم الأربعاء الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين زيارة إلى ليبيا تعد الأولى من نوعها لزعيم روسي. بوتين تلقى دعوة لزيارة ليبيا منذ عام 2001 ، كما أن موسكو كانت بانتظار الزعيم الليبي معمر القذافي منذ سنوات. الزعيم الليبي الذي ارتبط بعلاقات مميزة مع الاتحاد السوفيتي السابق زار موسكو للمرة الأخيرة في عام 1985. غير أن انهيار الاتحاد السوفيتي قلص بدرجة أو بأخرى مساحة التعاون بين روسياالجديدة والدول العربية ومنها ليبيا على مدار التسعينيات من القرن الماضي في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسين. ومع وصول بوتين إلى السلطة كرئيس لروسيا في عام 2000 بدأت العلاقات بين روسيا والدول العربية تنشط من جديد. فبوتين هو الزعيم الروسي الوحيد الذي زار أكبر عدد من الدول العربية. ففي عام 2005 زار مصر والأراضي الفلسطينية وإسرائيل ، وفي عام 2006 زار المغرب والجزائر ، وفي عام 2007 زار قطر والسعودية والأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتقول مصادر روسية إن لقاء بوتين بالقذافي تأخر بسبب مشكلة الديون المستحقة على ليبيا من زمن الاتحاد السوفيتي والخلاف على حجم هذه الديون. وكان الرئيس الروسي قد صرح في مارس الماضي أنه لا يستبعد زيارة الجماهيرية ، مشيرا إلى وجود مشاكل ذات طابع مالي في العلاقات بين روسيا وليبيا. كما أعلن نائب وزير المالية الروسي دميتري بانكين أن روسيا ستواصل المفاوضات بشأن تسوية قضية ديون الاتحاد السوفيتي السابق المستحقة على ليبيا. ويتوقع الكثير من المراقبين الروس أن تكون الزيارة مثمرة لأن الزعيم الليبي معمر القذافي يجد له مصلحة في تطوير العلاقات مع روسيا. مصادر بوزارة الدفاع الروسية أفادت بأن الرئيس الروسي سيحمل في جعبته إلى ليبيا مسودات اتفاقيات لتوريد أسلحة ومعدات عسكرية تقارب قيمتها الإجمالية 3 مليارات دولار بما فيها 12 طائرة قتالية من أحدث طراز "سوخوي 35 ". غير أن مصادر في مجمع الصناعات العسكرية الروسي تتوقع التوقيع على غالبية هذه الاتفاقيات بالأحرف الأولى فقط بسبب عدم حل مشكلة الديون الليبية المستحقة لروسيا والتي يقدرها الروس ب 6ر4 مليار دولار. في نفس تتوقع مصادر داخل الحكومة الروسية أن يتم اجتياز قضية الديون وتوقيع صفقات أسلحة أثناء زيارة الرئيس بوتين لليبيا لأن الرئيس الروسي يرافقه وزير المالية الكسي كودرين ، والمدير العام لمؤسسة تصدير الأسلحة الروسية اناتولي إسايكين. ويرى خبراء روس أن روسيا ستواجه بمنافسة شديدة في السوق الليبية للسلاح من قبل فرنسا التي تأمل في بيع 18 مقاتلة من نوع "رافال" إلى ليبيا. وتشير المعلومات القليلة المتوفرة حول زيارة بوتين لليبيا إلى أن البلدين سيتفقان على التعاون في مجالات أخرى منها النفط والغاز وربما الطاقة النووية السلمية. خلاصة القول الروس يسعون إلى العودة إلى السوق الليبية بعد أن عادت فرنسا وأسبانيا وأميركا ودول غربية أخرى إليها. عودة تستند في الأساس إلى ميراث العلاقات بين ليبيا وموسكو ، وتستند أيضا إلى توجهات واضحة للقيادة الروسية بضرورة تعزيز العلاقات مع الدول العربية. عن صحيفة الوطن العمانية 16/4/2008