مالابو: تجنب القادة الأفارقة في ختام قمة الاتحاد الأفريقي ال17 في عاصمة غينيا الاستوائية، الحديث عن مستقبل العقيد الليبي معمر القذافي وسط خلافات حادة وعنيفة منعت التوصل إلى أي اتفاق أو قرار موحد بشأن الأزمة الليبية التي هيمنت على أجواء القمة. وعقد زعماء ثلاثين دولة أفريقية من المشاركين في القمة اجتماعا مغلقا أمس، بعدما عجزوا في اجتماعاهم في وقت متأخر ليلة أول من أمس عن التوصل إلى اتفاق.. فيما أقر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج بصعوبة الموقف، قائلا قبل بدء الاجتماع المغلق: "إنه ملف محوري، وهذا يوم محوري". وبعد ساعات من المناقشات المطولة، أخفق القادة الأفارقة في تطوير خارطة الطريق التي اقترحتها لجنة خماسية تضم كلا من جنوب أفريقيا والكونغو ومالي وأوغندا وموريتانيا، وتنص على وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وتمكين الفرق الإنسانية من الوصول إلى المدنيين وعملية انتقالية باتجاه انتخابات ديمقراطية ونشر قوة دولية. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي قوله: "إن الأمر لم ينته بعد"، معربا عن الأمل بالحصول على دعم الاتحاد الأفريقي. وللمرة الأولى منذ عقود يضطر القذافي الذي بات يتعذر عليه الانتقال خارج بلاده بسبب الثورة الشعبية العارمة ضده، وكونه مطلوبا للاعتقال بموجب مذكرة رسمية من المحكمة الجنائية الدولية، إلى الغياب عن المشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي، الذي أسسه، ودعمه من أموال الشعب الليبي. لكن القذافي، الذي لعب في السابق دورا محوريا في إنشاء الاتحاد الأفريقي على أنقاض منظمة الوحدة الأفريقية لتحقيق حلمه شبه المستحيل بإنشاء ولايات متحدة أفريقية على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية، واعتاد أن يتباهى بلقب ملك ملوك أفريقيا، كان وفقا لمصادر شاركت في قمة مالابو هو الغائب الحاضر. وسعى وفد الثوار لإقناع الاتحاد الأفريقي بتطوير خارطة الطريق التي سبق أن رفضها المجلس الانتقالي لأنها لا تنص صراحة على رحيل القذافي. فيما قالت مصادر دبلوماسية عربية وأفريقية مشاركة في القمة الأفريقية "إن هناك خلافات واضحة حول مشروع قرار رسمي مشترك حول دعوة القذافي للتنحي". ولفتت المصادر إلى أن القذافي ما زال يحظى بتعاطف عدد من الزعماء الأفارقة، أبرزهم الرئيسان الأوغندي يوري موسيفيني والجنوب أفريقي جاكوب زوما، مشيرة إلى أن العديد من الزعماء الأفارقة، الذين اعتبروا القذافي في وقت سابق عدوا لهم، غيروا الآن رؤيتهم باسم التضامن والإخاء الأفريقيين. ويتمثل أحد القادة الأكثر إشارة إليه، داخل أروقة قاعة مؤتمرات سيبوبو التي تستضيف قمة مالابو، في الرئيس الأوغندي موسيفيني الذي أكد أمام نظرائه في القمة الاستثنائية الأخيرة للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا أنه على الرغم من ماضيه "غير الودي" مع القذافي، فإنه لا يدعم الضغط العسكري الحالي للغرب على الأخير.