طرابلس: قال المعارضون الليبيون السبت انهم يستعدون للتقدم من جديد نحو طرابلس من الجنوب الغربي خلال اليومين القادمين بعد أن صدت القوات الحكومية تقدمهم في وقت سابق الاسبوع الماضي. وقال أحمد باني المتحدث باسم المعارضة المسلحة انه كان بالطبع انسحابا استراتيجيا بسبب الوضع في ميدان المعركة وحجم القصف الذي تعرضت له "قوات الثوار". لكنه أضاف انه يأمل في مواجهة هذا الوضع خلال الساعات الثماني والاربعين القادمة. وكان المعارضون قد تقدموا في وقت سابق الى مسافة 80 كيلومترا من معقل معمر القذافي في طرابلس لكنهم تقهقروا أمس الجمعة بعد ان تعرضوا لنيران صواريخ قواته. وأثار تقدمهم الى مشارف بلدة بئر الغنم احتمال تحقيق انفراجة في الصراع المستمر منذ أربعة أشهر في البلاد. وقال باني الذي كان يتحدث في بنغازي معقل المعارضين في الشرق ان المعارضة التي تخوض قتالا في غرب ليبيا لديها امدادات كافية وقوة بشرية لمواجهة قوات القذافي ولاتحتاج الى تعزيزات من الشرق. وقال ان المعارضة في الاجزاء الغربية لديها ما يكفي من الرجال ولا تعاني من نقص في الذخيرة وبالتأكيد لا تعاني من نقص في الشجاعة. وأضاف انه في ضوء ذلك لا ترسل تعزيزات معينة الى الغرب. وفي الشرق كانت الجبهة الليبية قرب بلدة البريقة في حالة جمود حيث تحصنت قوات القذافي في نفس المواقع تقريبا دون خوض أي قتال حاسم. وقال باني انه يعتقد ان هذا الوضع قد يتغير قريبا. وقال ان الجميع يعلمون ان النقطة الاستراتيجية في جبهة الشرق هي الاستيلاء على البريقة وانه يأمل في أن يبدأ العد التنازلي لذلك قريبا في اللحظة التي تبدأ فيها قوات المعارضة التقدم من أجدابيا الى البريقة. وفي معرض تعليقها على ختام اجتماعات الاتحاد الافريقي ، رحب معارضون ليبيون السبت بالاقتراح الذي تقدم به الاتحاد الإفريقي للسلام في ليبيا وقالوا إنهم يفسرونه على أنه يعني ضرورة ألا يلعب العقيد الليبي معمر القذافي أي دور بعد الآن في قيادة البلاد. وعرض زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي الجمعة استضافة محادثات على الفور بين طرفي الصراع في ليبيا لمناقشة وقف اطلاق النار والانتقال إلى حكومة ديمقراطية لكنهم لم يحسموا مسألة ما إذا كان هناك أي دور في المستقبل للقذافي. وقال منصور سيف النصر ممثل المعارضة في فرنسا للصحفيين في قمة الاتحاد الإفريقي في غينيا الاستوائية إن المعارضة تتفهم أن روح الوثيقة تعني أن القذافي لن يلعب أي دور في مستقبل ليبيا. ولم يرد مسؤولو القذافي بعد على الخطة. في غضون ذلك ، أكد رئيس النيجر محمدو ايسوفو السبت أن الأزمة الليبية لها "تداعيات كارثية" على بلاده واقتصادها خصوصا، مشيرا إلى أن حوالى 211 الفا من مواطنيه فروا من ليبيا منذ اندلاع اعمال العنف في هذا البلد في منتصف شباط/ فبراير. وقال ايسوفو اثر عودته من مالابو حيث شارك في قمة الاتحاد الافريقي التي طغى عليها الملف الليبي ان "الازمة الليبية لها تداعيات كارثية على النيجر (...) نقدر عدد النيجريين الذين عادوا من ليبيا اثر هذه الازمة ب211 الفا". وأبدى رئيس النيجر اسفه "لخسارة كميات كبيرة من الأموال" التي كان يرسلها المغتربون النيجريون في ليبيا الى ذويهم حين كانوا يعملون في هذا البلد النفطي. واضاف انه "على الصعيد الامني فان الوضع في ليبيا زاد التهديدات التي تواجه النيجر"، في اشارة الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي ينفذ عمليات خطف تستهدف بالدرجة الاولى رعايا غربيين في منطقة الساحل. وأكد الرئيس النيجري ايضا ان وقف التبادلات التجارية مع ليبيا "اثر كثيرا على العائدات الضريبية للدولة النيجرية". واضاف إن مشروع شق "الطريق العابر للصحراء" الذي يبلغ طوله 800 كلم وهدفه ربط ليبيا بالنيجر عبر الصحراء، وكانت ليبيا تتولى القسم الاكبر من تمويله قد "توقف بالكامل". وشدد ايسوفو على "ضرورة ايجاد حل سياسي تفاوضي وسريع" للازمة الليبية. وقبل اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام العقيد معمر القذافي منتصف آذار/ مارس كان مئات الالاف من ابناء دول غرب افريقيا يقيمون ويعملون (معظمهم خلسة) في ليبيا.