غزة لن ترفع الراية البيضاء رشيد حسن حقيقتان لابد من التأكيد عليهما ونحن نتابع العدوان الصهيوني الآثم على غزة وفلسطين كلها: الأولى: أن العدو الفاشي لن يتراجع عن تنفيذ مخططاته وأهدافه ، وسيبقى وفيا لعنصريته الصهيونية القائمة على الاحتلال والاقتحام والتوسع ونفي الآخر ، ولن يوقف مجازره وحرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني منذ 60 عاما ولا يزال.. وهدد بها مؤخرا نائب وزير الحرب ، في الوقت الذي كان جيشه يقارف أبشع الجرائم ، وينفذ بكل همجية المحرقة كما هدد الإرهابي فلناي. الثانية: أن الشعب الفلسطيني وغزة بالذات ، لن يرفع الراية البيضاء حتى وإن تخلت عنه كل الدنيا ، لأنه مؤمن بعدالة قضيته ، ومؤمن بحقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ومؤمن بحقه في المقاومة لتحرير الأرض المحتلة من براثن الصهيونية الحاقدة ، ومؤمن بحق عودة أبنائه اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها بقوة السلاح عام 1948 وبموجب القرار ,194 المؤلم ليس ما يقوم به العدو الصهيوني الفاشي ، فلقد تعود عليه الشعب الفلسطيني ، منذ مجزرة دير ياسين واللد والرملة والدوايمة والطنطورة 1948 ، وكفر قاسم 1953 ، وصبرا وشاتيلا 1982 ، ومجزرة الحرم الإبراهيمي والأقصى الشريف ، ومجزرة مخيم جنين 2003 ، وسواها من مجازر ، ليست آخرها مجزرة جباليا في الأول من آذار الحالي... وإنما المؤلم حقا هو الصمت المريب ، الذي يلف الموقف الدولي والعربي ، ومساواة أمين عام الأممالمتحدة حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بجرائم إسرائيل ، أو ما سمته رايس كذبا وزورا بحق العدو في الدفاع عن نفسه. من تابع ما بثته الفضائيات ، من وقائع حية ومؤلمة للمأساة المروعة ، يدرك الحقيقة بلا رتوش ، كما جاءت على لسان ذاك الشيخ ، الذي خرج من تحت ركام بيته في جباليا ، محني الظهر وقد هدته سنوات النكبة والقهر والاحتلال ، ولكنها حتما لم تنل من روحه وإرادته الصلبة.. "غزة لن تستسلم ، ولن ترفع الراية البيضاء ، وسنقاتلهم ما حيينا ، وسيقاتلهم أبناؤنا ، حتى آخر شبل ليعود شعبنا إلى وطنه". هذا الشيخ هو التجسيد الحي لطائر الفينيق ، الذي يخرج من رماد الحريق حيا ، وأقوى وبإرادة أصلب ليواصل مشوار الحياة. إن المحرقة الصهيونية التي أشعل أوارها النازيون الجدد ، شوت أطفال ونساء وشيوخ جباليا ، ودمرت المنازل على رؤوس المواطنين الآمنين ، لن تكون أخيرة وستستمر لأنها تجسد سياسة العدو القائمة على ارتكاب المجازر الجماعية وحرب الإبادة ، ولو عدنا إلى صفحات التاريخ القريب ، لوجدنا هذا النموذج بصورة صارخة ، حينما اجتاح العدو بدباباته وطائراته مخيم جنين بعد صمود أسطوري. وأخيرا... لقد حاول المجرم باراك إعادة الاعتبار لجيشه ، بعد هزيمته على يدي حزب الله في حرب تموز 2006 ، فعاد بخفي حنين ، حيث تؤكد الوقائع أن هذا الجيش قد هزم أخلاقيا ، وبصورة أكثر دويا ، حينما خرق المواثيق الدولية واتفاقية جنيف والقانون الدولي وقام بحرب إبادة ومذابح جماعية ضد السكان الآمنين. عن صحيفة الدستور الاردنية 4/3/2008