تقرير فينوغراد وهزيمة اسرائيل ابراهيم العبسي حينما قال السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله في اول خطاب له بعد انتهاء العدوان الصهيوني على لبنان الذي استمر اربعة وثلاثين يوما من12 تموز 2006 الى 14 اب من العام نفسه ، ان المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله ، حققت انتصارا عسكريا كبيرا على الجيش الصهيوني ، وبددت الاسطورة الكاذبة لهذا الجيش ، واحدثت زلزالا صاعقا في الاوساط العسكرية والسياسية الاسرائيلية وقلبت موازين الحروب العربية الاسرائيلية التي اعتاد فيها هذا الجيش ان يسجل انتصارات سريعة وسهلة على الجيوش العربية ، خرج علينا من يشكك بهذا الانتصار ويسخر من السيد نصرالله ، ويتهمه بانه تسبب بكارثة للبنان والمنطقة. والاغرب من ذلك ان ثمة من اتهم السيد نصرالله بانه المتسبب في هذه الحرب بعد حادثة الهجوم على الدورية العسكرية الاسرائيلية التي خرقت الحدود اللبنانية شمال فلسطينالمحتلة مما تسبب في مقتل ثمانية جنود اسرائيليين ووقوع اثنين في الاسر ، مع ان قرار العدوان على لبنان وخطة اجتياحه كانا جاهزين منذ زمن طويل وقابعين في ادراج وزارة الحرب الصهيونية التي سارع الجيش الصهيوني بعدها بقصف لبنان واجتياحه على نحو غاية في الضراوة والوحشية معتقدا انه سيجل انتصارا اكثر من سهل على حزب الله وانه سيلقن هذا الحزب درسا دمويا قاسيا سوف ينتهي بالتخلص من ازعاجات هذا الحزب. والان وبعد صدور تقرير لجنة القاضي فينوغراد يوم الاربعاء الماضي الذي اكد فيه على "الاخفاق الكبير والخطير" للجيش الاسرائيلي في مواجهة رجالات حزب الله ، كما اكد على تخبط سياسات حكومة اولمرت رئيس الوزراء متهما اياها بالتقصير وقصر النظر في التعامل مع رجال المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة نصرالله وحزب الله ، الامر الذي تسبب بهزيمة ساحقة لاسرائيل مع انها لم توفر شيئا من اسلحة الدمار وتكنولوجيا الموت في هذا العدوان ، لا سيما ضد المواطنين اللبنانين والمنشآت اللبنانية المدنية ، فما الذي سيقوله هؤلاء الذين شككوا وسخروا من مواجهة حزب الله للجيش الصهيوني،، اتراهم سيواصلون هجومهم السياسي المريب على هذا الحزب وقيادته،، ام سيقللون من حجم هذا الانتصار الاسطوري الذي انتزعه رجال حزب الله من اكبر قوة عسكرية اقليمية في المنطقة ، اولئك الرجال الذين لا يحملون رتبا عسكرية ولا اوسمة سوى الجراح على اجسادهم والذين لم يعتادوا على الظهور وراء المايكروفونات والظهور على شاشات التلفزة وهم يحملون عصي الماريشالية ، وان كل ما يحملونه هو اسلحتهم وايمانهم وقدرتهم على انتزاع النصر وتمريغ سمعة الجيش الذي لا يقهر في وحل الثرى اللبناني. لقد كانت حرب تموز فاصلا كبيرا في تاريخ الحروب العربية الاسرائيلية التي ينبغي ان نتوقف عندها طويلا ، ونعيد حساباتنا على اساسها ، كما انها اثبتت بما لا يدع مجالا للشك ان المقاومة المؤمنة بربها والعصية على الاختراق والزاهدة في تعليق النياشين والتي اتخذت من مقولة النصر او الشهادة لهي القادرة على هزيمة اسرائيل وارغامها على التعامل بندية مع الانسان العربي والجندي العربي والمواطن العربي اولئك الذين ينبغي ان تعود لهم ثقتهم بالله وبانفسهم وفي قدرتهم على الانتصار بعد ان اثبت لهم حزب الله ان العدو الصهيوني ليس الا نمرا من ورق. فهل يتلقف العرب هذه الحقيقة الجديدة ويبدأون التعامل مع هذا الكيان الهش وفق نتائج تلك الحرب بدلا من كل هذا الاستسلام غير المعقول في مواجهة الاساطير الكاذبة للجيش الصهيوني والكيان العنصري ، على الاقل لتحسين شروط التفاوض معه وانتزاع الحقوق الفلسطينية والعربية منه استنادا الى انتصار المقاومة الوطنية اللبنانية على جيشه والتي يمكن ان تتكرر اكثر من مرة. عن صحيفة الدستور الاردنية 2/2/2008