المساعدات الاقتصادية الأمريكية لإسرائيل شريف دلاور أكدت مصر رفضها لأي شروط متعلقة بالمساعدات الأمريكية لمصر, وذلك ردا علي قرار الكونجرس الأمريكي بهذا الشأن, وأوضح بيان رسمي من الخارجية المصرية, أن اللوبي المرتبط بإسرائيل لعب دورا في قرار الكونجرس, ولقد صدر منذ أشهر قليلة كتاب يحمل عنوان لوبي إسرائيل والسياسة الخارجية الأمريكية(TheIsraelLobbyandUSforeignpolicy) لمؤلفيه(JohnMearsheimer&StephenWalt,) يوثق بالأرقام والبراهين مدي تأثير جماعات المصالح المرتبطة بإسرائيل علي عملية القرار السياسي في الولاياتالمتحدة منذ عهد الرئيس ترومان الي يومنا هذا, مرورا بكل الادارات الأمريكية المتعاقبة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ولكن في البداية ما هو اللوبي الموالي لإسرائيل؟ يصف العالم السياسي الأمريكيRobertTrice اللوبي كمجموعة تضم75 منظمة مختلفة أهمها الإيباكAIPAC, والكونجرس الأمريكي اليهودي, واللجنة الأمريكية اليهودية, والمركز الديني لإصلاح اليهودية, وأمريكيون من أجل إسرائيل الآمنة, والأصدقاء الأمريكيون لليكود, والمسيحيون الصهاينة بقيادة القس بات روبنسون والراحل جيري فولول ذوي التأثير الجماهيري الواسع علي ملايين الأمريكيين, ويتشكل مؤتمر الرؤساء للمنظمات الأمريكية اليهودية من51 من هذه التشكيلات تجتمع سنويا علي هيئة مؤتمر عام يستمر لعدة أيام ويسعي الي حضوره والتحدث إليه كبار الساسة الأمريكيين من الإدارة والكونجرس, ففي مؤتمر2007 علي سبيل المثال تحدث ديك تشيني نائب الرئيس ونانسي بلوس رئيسة مجلس النواب, وفي مؤتمرات سابقة تناوب الرئيس بوش وكوندوليزا رايس وكولين باول الكلمة لتأكيد التزام السياسة الأمريكية بالمصالح الإسرائيلية, وكما يضم اللوبي مراكز أبحاث مثل منتدي الشرق الأوسط, والمعهد اليهودي لشئون الأمن ومعهد واشنطن للسياسة المتوسطية وجريدة الي الأمامForward, وتعتبر إيباك ذات الجذور الصهيونية أقوي هذه المنظمات علي الاطلاق حيث ارتفعت ميزانيتها السنوية من300000 دولار في عام1973 الي قرابة60 مليون دولار حاليا, ويصعب علي أي مرشح أمريكي للكونجرس أن ينجح في الانتخابات بدون مساندة الايباك. وعلاوة علي المساهمات المالية الضخمة المباشرة وغير المباشرة التي تقدمها إيباك لمرشحي الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب فإنها قد حققت في انتخابات2006 فوزا بدخول أكبر عدد من اليهود في تاريخ الكونجرس المعروفين بتأييدهم المطلق للسياسة الإسرائيلية وعلي رأسهم السناتور جوزيف ليبرمان وجيرو لدنادلر وكلارك شومر وهنري ووكسمان وروبرت وكسلر وجاري اكرمان وتوم لانتوس رئيس لجنة الشئون الخارجية الحالي وجميعهم من الحزب الديمقراطي صاحب الأغلبية حاليا في الكونجرس. وكما تلاقت أفكار اللوبي اليمينية مع رؤية المحافظين الجدد في الإدارة الأمريكية من أمثال بول وولفوتيز( وكيل وزارة الدفاع ورئيس البنك الدولي السابق) وجون بولتون( مندوب أمريكا السابق في الأممالمتحدة) وريتشارد بيرل, تلاقت في الصحافة الأمريكية مع مثل وليم كريستول ودافيد بروكس وكتاب الأعمدة في وول استريت جورنال ونيويورك صن والواشنطن بوست, وفي العالم الأكاديمي ومراكز الأبحاث مع مثل معهد هادسون ومركز السياسة الأمنية, وفي الواقع فإن كل المحافظين الجدد دون استثناء موالون لإسرائيل! ولا عجب إذن أن تصل مجمل المساعدات الاقتصادية والعسكرية لإسرائيل حتي2005 الي154 مليار دولار( بأسعار2005) معظمها منح مباشرة, وذلك غير أشكال أخري من المساعدات لا تدخل ضمن ميزانية المساعدات الخارجية للولايات المتحدة, ولقد كان متوسط المساعدات63 مليون دولار سنويا في الفترة من1948 الي1965(95% منها اقتصادية) وارتفع المتوسط الي102 مليون دولار سنويا في الفترة من1966 الي1970 لتقفز الي634 مليون دولار في عام1971(85% منها عسكرية) ولخمسة أضعاف هذا الرقم بعد حرب اكتوبر1973 ولتصبح اسرائيل منذ عام1976 وحتي يومنا هذا أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في العالم. وتحصل إسرائيل الآن علي3 مليارات دولار سنويا تمثل سدس ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية( يرتفع الرقم الي4,3 مليار اذا اضيفت إليه ما تحصل عليه إسرائيل خارج الميزانية) وبمعدل500 دولار سنويا لكل مواطن اسرائيلي مقابل20 دولارا للفرد في مصر من المساعدات الأمريكية و5 دولارات للفرد سنويا في باكستان, ولقد اتفقت أمريكا وإسرائيل عام1997 علي خفض المعونة الاقتصادية وبالفعل أمر الكونجرس خفضا ب120 مليون دولار سنويا اعتبارا من ميزانية1999 وقد تم تعويض ذلك بضمانات سخية مقدمة من الولاياتالمتحدة لتمكين إسرائيل من الاقتراض من البنوك التجارية بشروط ميسرة وبالفعل أقرت واشنطن ضمانا في عام2003 ب9 مليارات دولار لمساعدة إسرائيل في الإعداد للحرب علي العراق وللتعويض عن الخسائر التي تكبدها الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة انتفاضة الأقصي, وقد سبق لإسرائيل في أوائل التسعينيات أن طلبت وحصلت بالفعل علي ضمان ب10 مليارات دولار من الحكومة الأمريكية لبناء المستوطنات الخاصة بالمهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق, علما بأن أمريكا هي التي تتحمل تكلفة هذه الضمانات, وقد أقرت أمريكا منذ عام1991 بالسماح لاسرائيل بشر اء الفائض من المعدات العسكرية الأمريكية بمقدار700 مليون دولار, كما سمحت باستخدام( ربع) المساعدات العسكرية لدعم اقتصادات الصناعة الحربية الاسرائيلية, وكما أقر الكونجرس في عام2006 زيادة مخزون المعدات الحربية الأمريكية علي أرض إسرائيل من100 مليون دولار الي400 مليون في عام2008( استخدم جزء من هذا المخزون في الحرب علي لبنان صيف2006), علاوة علي ذلك فإن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المستثناه من الاشراف الأمريكي علي أوجه انفاق المساعدات الخارجية! وبالاضافة الي تلك المساعدات فإن إسرائيل تحصل من خلال تأثير اللوبي علي قرابة ملياري دولار سنويا من الأفراد والهيئات الخاصة, نصفها منح نقدية والنصف الآخر لشراء سندات دولة اسرائيل ولقد اعترف شيمون بيريز في مذكراته بأن التبرعات الخاصة هي التي ساعدت اسرائيل علي تطوير برن امجها النووي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. إن تقرير الأممالمتحدة للتنمية البشرية2008/2007 يضع اسرائيل في المركز الثالث والعشرين بعد ألمانيا مباشرة وذلك بدخل للفرد25864 دولارا سنويا, وفي المركز الثالث اذا أخذ في الاعتبار معادل القوة الشرائيةppp لتتقدم اسرائيل في ذلك علي الولاياتالمتحدة نفسها, فكيف تحصل الدولة الأكثر رفاهة علي مساعدات اقتصادية أكبر من دولة أقل منها؟ هذا هو سر تأثير اللوبي المرتبط بإسرائيل الذي أشار اليه المتحدث الحكومي المصري والذي تناوله تفصيلا الكتاب المهم المذكور في صدر هذا المقال. عن صحيفة الاهرام المصرية 31/12/2007