كشف جنود إسرائيليون حقيقة ما قامت به إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وتأكيدهم على ارتكاب دولتهم مجازر ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وإصدار الأوامر الإسرائيلية بعدم التمييز بين منازل المواطنين ومواقع حركة حماس .
وقد ذكر المحلل السياسي الإسرائيلي عاموس هارئيل في الصحيفة ذاتها أن هذه الشهادات لو وردت من أفواه فلسطينية كان من الممكن دحضها عمالة يديرها العدو قاصدا الفلسطينيين ولكن وردودها علي لسان جنود إسرائيل يدل على مصداقيتها لأن الجنود ليس لهم أي مصلحة أو مبرر للكذب .
كما رأت صحيفة هآرتس أن شهادة هؤلاء الجنود وتأكيدهم على انتفاء اتباع إسرائيل لقواعد الحرب تعيد لهم ذاكرة شهادة جنود مماثلين على ما نفذته إسرائيل ضد المصريين في حرب 1967 شارحة كل مظاهر القتل التي تمت في قطاع غزة والتي أكدها الجنود مثل قتل المواطنين الأبرياء وطرد الأسر والعائلات من المنازل التي اعتبرها الجيش ثكنة ونقطة استيطانية يعسكر فيها وقتيا.
وعلى الرغم من ذلك أكد اليوم وزير الدفاع إيهود باراك كما ورد في صحيفة هآرتس أن جيش الاحتلال هو أقوم جيوش العالم أخلاقا مستشهدا بذلك بما نفذ في أفغانستان والعراق ويوغوسلافيا بينما أكد عضو الكنيست العربي ورئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة على أن تلك الشهادات أدلة إدانة للجهاز السياسي والعسكري الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وضرورة امتثالهم للمحاكمة بهذه التهمة
و بعد أن كشف جنود إسرائيليون حقيقة ما قامت به إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وتأكيدهم على ارتكاب دولتهم مجازر ضد المواطنين الفلسطينيين الأبرياء في القطاع وتأكيد وزير الدفاع إيهود باراك رغم ذلك على أن جيش الاحتلال هو أقوم جيوش العالم أخلاقا
وقد رد الكاتب اليساري الإسرائيلي جدعون ليفي في صحيفة هاأرتس علي تصريح إيهود باراك ساخرا من هذا التصريح الكاذب في رأي الكاتب حيث ذكر الكاتب أن باراك تناسى شهادات الجنود الذين قالوا أنهم ذبحوا أنا فلسطينية وولديها وكيف أطلقوا النيران على امرأة عجوز فلسطينية وكيف شعر أولئك الجنود وكأنهم يسفكون دماءا باردة وليس دماء أحياء وكيف دمر الجنود ممتلكات الفلسطينيين ،وأضاف الكاتب أن شهادات أوئلك الجنود تعد شهادات متوقعة لهذه الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل طبقا لوصف الكاتب موضحا أن هذه الشهادات هي الاستمرار الطبيعي للأحداث التي شهدتها التسع سنوات الأخيرة والتي قتل خلالها الجنود الإسرائيليون خمسة آلاف فلسطيني، نصفهم على الأقل مواطنون أبرياء وتقريبا ألف منهم صغارا وصبية
وأشار جدعون ليفي إلى أن معظم الجنود الذين شاركوا في الهجوم على قطاع غزة قتيان أجرت لهم إسرائيل غسيل مخ "نجس" وعلمتهم التدمير والقتل بدون تردد موضحا أنه من المفروض أن اعتراف هؤلاء الجنود تؤدي إلى إيقاف رئيس الأركان العامة الإسرائيلية جابي أشكنازي وامتثاله للمحاكمة
وتطرق الكاتب خلال حديثه لإعلان الجيش عن إجراء التحقيق في أمر هذه الشهادات قائلا أن الجيش لا يستطيع التحقيق في جرائم جنوده وقياداته ومن المضحك انتظار هذا منه حيث أن الشهادات ليست إطلاق رصاص بالخطأ وإنما رمي مقصود وموجه بأمر من القادة الذين تعد أرواحهم سيئة وفاسدة منذ عهد مضى طبقا لوصف الكاتب
وذكر الكاتب في نهاية مقاله أن مواصلة اعتبار الفلسطينيين ليسوا بشرا مثل الإسرائيليين فإن الصراع لن ينتهي وسينتظرون شهادات صعبة جديدة في الحرب القادمة لإسرائيل على أقوم جيوش العالم أخلاقا ساخرا من إيهود باراك الذي أكد ذلك