إسرائيل، مؤشرات 11 نوفمبر البلدية حسن البطل قطوع الرابع من نوفمبر الأميركي تم اجتيازه على خير، بالنسبة لغالبية أميركية مصوِّتة.. وغالبية عالمية غير مصوتة. العيون ستزوغ إلى قطوع العاشر من نوفمبر الإسرائيلي.. فإن خيراً فخير، وإن شراً فشر.. هذا بالنسبة للمصوت الإسرائيلي، ولو أن المترقب الفلسطيني يكاد لسان حاله يقول: سواء بسواء.. جربنا المجرب. ثمة قطوع انتخابي، ثالث وإسرائيلي أيضاً، وموعدة الحادي عشر من نوفمبر، وموضوعه الانتخابات البلدية في إسرائيل. يمكن الطعن فيما إذا كانت إسرائيل تستحق امتياز "الديمقراطية الأولى" أو "الوحيدة" في هذا الشرق الأوسط.. لكن، يصعب الطعن في واقع أن الحكم المحلي الإسرائيلي هو امتياز إسرائيل الديمقراطي الفعلي على جيرانها في هذه المنطقة. الانتخابات البلدية (وللسلطات المحلية) هي، أولاً، حصيلة تصويت على انتخابات "الخدمات"، مع المفاضلة بين كفاءة إدارية للمرشحين والقوائم البلدية المتنافسة، والأكثرة قدرة على رضاعة أكبر ميزانية خدمات من ضرع الميزانية العامة للدولة. البلديات العربية تعاني التمييز الفادح. ستكون انتخابات 11 نوفمبر البلدية مشحونة أكثر من سابقاتها وعلى جبهتين: الأولى، فلسطينية - فلسطينية، والثانية، عربية - يهودية. على الجبهة الأولى سيتم فحص انعكاسات التعددية الحزبية العربية على تصويتات الناخب البلدي العربي، إضافة لبروز ملحوظ للمرشحين غير الحزبيين السافرين، أو لمرشحي التوافق بين القوائم المتنافسة. الانتخابات البلدية مدرسة والبرلمانية جامعة. بشكل مباشر، ستجيب نتائج الانتخابات البلدية والحكم المحلي العربي في إسرائيل، على سؤال يزداد مثولاً في العقدين الأخيرين، وهو: هل تتآكل مكانة مرشحي "الجبهة" البلديين، مع تآكل قوة نوابها في الكنيست؟ على سبيل المثال الأكثر بروزاً، هناك منافسة قوية على رئاسة بلدية الناصرة، قد تطيح برئيس بلديتها رامز جرايسي، القيادي في حزب راكاح والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بما يذكر بإطاحة إبراهيم نمر حسين عن بلدية أم الفحم. من الانتقادات الموجهة لرئيس البلدية، أنه وعد بإقامة "جامعة عربية" في مدينة الناصرة، ولم يتحقق الوعد. لكن، قد لا يستطيع منافسه، إن أطاح به، تحقيق هذا الوعد، لأنه طموح مشروع أكثر منه برنامج عمل. لماذا؟ من الهيئات النشطة في الوسط العربي الساعية للعدالة والمساواة، هناك "المجلس التربوي العربي"، وهو منبثق عن "لجنة متابعة قضايا التعليم العربي" في إسرائيل، المنبثقة، بدورها، عن "لجنة المتابعة العليا". هذه اللجنة "القومية" تطالب بمعاملة التعليم في الوسط العربي بالمكانة التي تعامل بها وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية قطاع التعليم الديني اليهودي، الذي خصّته حكومات إسرائيل بمديرية وسكرتارية خاصة. على صعيد جبهة التنافس (والائتلاف) العربية - اليهودية ستجري الانتخابات البلدية في جو مشحون، وبخاصة بعد أحداث الصدام الأهلي العربي - اليهودي في مدينة عكا، التي امتحنت هشاشة التعايش في المدن المختلطة، أو كانت مؤشراً في الواقع على تصاعد قنوط اليهود المتطرفين من حياة الشراكة البلدية. في الناصرة العليا اليهودية الصرفة سابقاً، سيشارك العرب بقائمة مشتركة مع يهود يساريين.. لكن في مدينة كرمئيل يزعم مرشحون يهود متطرفون بأنها تواجه خطر "التعريب" مثل الناصرة العليا. هؤلاء ينسون، عمداً، أن نصف سكان عكا العتيقة الغربية هم من اليهود، مقابل 15% من العرب يسكنون عكا الجديدةالشرقية اليهودية. ما يغيظ اليهود المتطرفين، أن المشاركة البلدية العربية في المدن المختلطة تكون، أحياناً، عنصر الترجيح بين قوائم متنافسة متقاربة القوة كما هو حال الناصرة العليا. جنرال شهير هو موشي يعلون، رئيس الأركان السابق، أعلن في خطاب ألقاه في نهلال يوم 11/9/2008، أنه لم يعد يؤمن بحياة الشراكة العربية - اليهودية في الدولة، ولذلك ترك معسكر اليسار وانضم الى معسكر اليمين. أصابته عقدة "الانتفاضة". على ذلك، تشكل انتخابات 11 نوفمبر مؤشراً من مؤشرات شراكة المواطنين داخل دولة إسرائيل، كما تشكل انتخابات 10فبراير مؤشراً على المزاج السياسي الراهن في إسرائيل. عن صحيفة الايام الفلسطينية 6/11/2008