التهديد " الإسرائيلي " الجديد ينم عن الخوف محمد جلال عناية في احتفال أقامته “إسرائيل" يوم الأحد (12/10/2008) لإحياء ذكرى جنودها الذين سقطوا في حرب 6 اكتوبر/ تشرين الأول 1973 قال شيمون بيريز رئيس الكيان إن على إيران أن تفهم أنه لن يكون سهلاً إراحة العالم من “إسرائيل"، وحذر طهران من الاعتماد على عنصر المفاجأة، لأنه “منذ حرب يوم عيد الغفران، نحن أكثر وعياً بقوانا المخبأة". وذهب بيريز بالقول إلى أن أولئك الذين يشعرون بأن السلام يعتمد فقط على “إسرائيل"، عليهم إدراك أنه “من دون المقدرة العسكرية، لن تكون لدينا المقدرة السياسية لتحقيق السلام". أما وزير الحرب ايهود باراك فقد قال في الاحتفال إن على “الإسرائيليين" أن يحتفظوا في أذهانهم بدروس حرب يوم عيد الغفران طيلة الوقت. وأشار باراك إلى أن “إسرائيل" يجب أن تحتفظ بالقوة لتردع، وتحقق انتصارات حاسمة على أعدائها في الوقت الذي تبذل فيه قصارى جهدها من أجل السلام. إن حديث قادة “إسرائيل" بصوت مسموع لا يعبر عن ثقة بالنفس، بل ينم عن خوف دفين من تكرار التجربة المريرة التي زلزلت الكيان “الإسرائيلي" في العام 1973. ففي الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت 6/10/،1973 قامت مصر وسوريا بهجوم عسكري مشترك ضد “إسرائيل". وإن الحرب التي اعتقد رؤساء أجهزة الأمن “الإسرائيلية" أنها “احتمال ضئيل"، جاءت مفاجأة مثيرة. فقد ارتكز هؤلاء المسؤولون على مفهوم ثبت خطؤه. وهو أن العرب لن يهاجموا “إسرائيل" لسببين: الأول، هو أن مصر لن تذهب إلى الحرب ضد “إسرائيل" إلا إذا امتلكت القدرة على توجيه ضربات جوية في عمق “إسرائيل"، وخاصة مطاراتها العسكرية لتحييد قواتها الجوية. والثاني، هو أن سوريا لن تقوم بهجوم شامل ضد “إسرائيل" إلا إذا ضمنت مشاركة مصر في مثل هذا الهجوم. ولكن التاريخ العسكري قليلاً ما يذكر أحداثاً مشابهة للمفاجأة الاستراتيجية التي حققتها كل من مصر وسوريا في يوم 6/10/1973. تعقيباً على الاحتفال بذكرى حرب اكتوبر، كتب يوسي بيلين البروفيسور في العلوم السياسية والذي عبّد الطريق إلى اتفاق أوسلو على الجانب “الإسرائيلي"، يقول: “في الذكرى الخامسة والثلاثين لحرب اكتوبر، التي مرت هذا الأسبوع، فإن كبار قادة الجيش السوري، كما تقول SANA الوكالة السورية للأنباء، أكدوا رغبتهم في السلام وليس الحرب. أما جنرالات “إسرائيل" فإنهم في المقابل يشحذون سيوفهم وألسنتهم ولم ينطقوا بكلمة واحدة، حول السلام" (هآرتس 11/10/2008). ويعيب بيلين على القادة العسكريين “الإسرائيليين" تخطيطهم “للفوز بسرعة وكثافة (تدميرية)، ومن دون الاهتمام بالرأي العام الدولي". ويعقب على التهديدات “الإسرائيلية" الجديدة بالقول: “رغم عشرات الآلاف من قنابل الهاون والقنابل العنقودية، وتدمير 120 ألف منزل وتشريد مئات الآلاف من المدنيين، فإن “إسرائيل" لن تحقق نصراً (في حرب لبنان الثانية، يوليو/ تموز 2006)، رغم أنه لم يسبق أن استخدم سلاح بمثل هذه الكثافة في مساحة صغيرة من الأرض". الغريب أننا نحن العرب لا نريد أن نقتنع بأن “إسرائيل" لا تغير عقلها، ولا تستبدل جلدها رغم التجارب المريرة التي مررنا بها، وأن السلام في مفهومها هو تفوق عسكري لتحقيق الردع الدائم، أو شن الحروب عندما تدعو الحاجة لذلك. عن صحيفة الخليج الاماراتية 30/10/2008