القاهرة: دعت قوي وحركات سياسية إلي تنظيم مليونيات حاشدة بعد صلاة الجمعة اليوم في القاهرةوالإسكندرية ومدن أخري. وتعددت العناوين بين "جمعة الحسم" و"تصحيح المسار"، فشباب الثورة المعتصمين أطلقوا دعوات مختلفة للتظاهر بالميادين الرئيسية في المحافظات إلي جانب ميدان التحرير. وبالتوازي مع استمرار الاعتصام، أطلق تحالف "ثوار مصر" أمس الخميس دعوة لتنظيم مليونية اليوم من أجل تغيير النظام، بالإضافة إلي مسميات كجمعتي عزل الحكومة والحسم التي أطلقتهما الأسبوع الحالي "جبهة التغيير السلمي" و"اتحاد شباب الثورة". وجاء في بيان "تحالف ثوار مصر" أن جمعة تغيير النظام تهدف إلي إيصال رسالة للجميع مفادها أن مفهوم الثورة لم يصل بعد للمجلس العسكري الذي يعتبر نفسه شريكا في الثورة، منتقدا "طريقة المسكنات" التي ينتهجها المجلس حيال قواعد النظام الفاسد الثابتة. وأكد البيان أيضا استمرار التحالف في الاعتصام، محددا سبعة مطالب عاجلة في جمعة تغيير النظام. وتتضمن هذه المطالب القصاص العادل والناجز من قتلة الشهداء، وممن أفسدوا وخانوا الوطن، واسترداد أموال مصر بالداخل لكي يتسني للحكومة الجديدة دعم فقراء مصر، ورفع الحد الأدني للأجور، وتنقية حكومة مصر الثورة من كل رموز العهد البائد، وتحديد صلاحيات وسلطات هذه الحكومة في مرسوم واضح للجميع، ووضع الرئيس المخلوع مبارك في المكان الذي يستحقه بمستشفي طرة، ومطالبة النائب العام بالاستقالة فورا، وفصل السلطة التنفيذية عن السلطة القضائية، والتطهير الفعلي لوزارة الداخلية وإيقاف الضباط المتورطين في قتل الشهداء عن العمل وليس نقلهم الي إدارات أخري، واقالة الوزير منصور العيسوي، ورفض عمليات الترقيع المستمرة لحكومة الثورة، والتخلص من كل أعوان مبارك وأسرته ومنهم وزير البيئة ماجد جورج وحسن صقر وصفي الدين خربوش وفايزة أبوالنجا وغيرهم. وفي نفس السياق، حدد "اتحاد شباب الثورة" مطالبه لجمعة حسم مصير الثورة والقضايا المعلقة حول تشكيل حكومة ثورة حقيقية مستقلة كاملة الصلاحيات لإنقاذها، وكذلك إجراء محاكمة سريعة وعلنية يشاهدها الشعب لمبارك والعادلي وقتلة الشهداء، إضافة إلي التطهير الكامل للقضاء، وتطهير جهاز الشرطة وإعادة هيكلته. ومن جهتها، استنكرت "الجبهة الحرة للتغيير السلمي" ما وصفته بالمحاولة البائسة لتضييع الوقت مع حكومة مجهولة لن تستمر إلا أياما، معلنة تبرأها من أي تأييد سياسي لهذه الحكومة التي شهدت ترقيعات وزارية. وأضافت الجبهة أن الدكتور عصام شرف فقد شرعيته ورصيده السياسي من ثوار مصر بعد فشله الذريع في إدارته الفترة الانتقالية. وفي الإسكندرية، عقدت القوي السياسية والشعبية وائتلافات الثورة بالمحافظة اجتماعا أمس الخميس بميدان سعد زغلول مقر المعتصمين للوقوف علي تحركات مسيرة "جمعة الحسم"، وشهد الاجتماع احتجاج بعض الأحزاب والائتلافات علي تحرك المسيرة نحو المنطقة الشمالية العسكرية. ورأت أطياف أخري في الإسكندرية ضرورة التحرك لمقر المحامي العام الأول لنيابات الاستئناف بالمحافظة، احتجاجا علي إخلاء سبيل الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين. وبالتزامن مع هذه التطورات، يحتفل الحزب الناصري بذكري ثورة يوليو/ تموز مساء اليوم بمركز الأزهر للمؤتمرات تحت شعار "الناصرية ثورة لا تهدأ ومبادئ لا تموت 23 يوليو 25 يناير".