روسيا وهدايا إسرائيل المغرية فلاديمير سادافوي منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وحتى الآن وروسيا تنتهج سياسة تراعي فيها الحفاظ على التوازن بين العرب والإسرائيليين، ولكنها قررت في السنتين الأخيرتين تغيير هذا النهج لصالح العرب وإيران بسبب الخلافات الروسية الأميركية التي بدأت تظهر بقوة لدرجة أصبح معها العالم يتحدث عن حرب باردة جديدة بين البلدين ، ومنطقيا تستطيع روسيا استخدام ورقة مضادة للولايات المتحدة وإسرائيل ردا على تصرفاتهما العدائية لها في جورجيا من تسليح نظام سآكاشفيلي المعادي بشكل علني لروسيا.
وقد سافر الأسبوع الماضي رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل ايهود أولمرت إلى روسيا وهو محمل بالهدايا المغرية ، ومنها قرار الحكومة الإسرائيلية الخاص بتسليم روسيا منشأة دينية في القدس وهي عبارة عن مبنى يتكون من طابقين شيدته جمعية دينية روسية أسسها أحد أفراد العائلة المالكة الروسية الأمير سيرغي رومانوف في نهاية القرن ال 19 وبداية القرن ال20.
لتوفير مأوى للحجاج الروس الذي يزورون المقدسات المسيحية في فلسطين، والهدية الثانية هي تخلي إسرائيل عن التعاون العسكري مع جورجيا. والثالثة هي إلغاء نظام تأشيرات الدخول بين البلدين. وترى تل أبيب أن هذه المحفزات أو التنازلات ستشجع موسكو على إعادة النظر في عقود توريد وسائل الدفاع الجوي المتطورة الى إيران وسوريا.
جرت مباحثات رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في موسكو خلف أبواب أوصدت بوجه الصحفيين.فقد أدلى ميدفيديف وأولمرت ببعض التصريحات الدبلوماسية البروتوكولية قبل أن يطلب من الصحافيين مغادرة القاعة.
الجدير بالذكر أن أولويات روسيا وإسرائيل في هذه المحادثات كانت متباينة فقد أعلن مصدر في الكرملين أن المباحثات بين ميدفيديف وأولمرت ستتركز على شؤون التسوية في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية.أما في إسرائيل فقد ذكر أكثر من مصدر أن أولمرت توجه إلى موسكو لإقناع القيادة الروسية بالتخلي عن تزويد إيران بمنظومات صواريخ (س-300) المضادة للجو التي من شأنها تغيير موازين القوى في الشرق الأوسط، حسب رأي الخبراء الإسرائيليين.
تشير معلومات مصادر عسكرية روسية إلى أن إيران تملك حالياً 10 منظومات صواريخ مضادة للجو من طراز «س-200» و6 منظومات من الطراز القديم ل «س-300»، وحصلت إيران على منظومات «س-300» القديمة سرا من بيلاروسيا في أواسط التسعينات من القرن الماضي.أما سورية فتمتلك منظومات صواريخ «س-200» وعدد من مقاتلات «ميغ-25» و«ميغ-31».
وفي عام 2006 زودت روسياإيران ب29 منظومة صواريخ مضادة للجو من طرازي (تور-م1) و(تور- م1 ت)، وجهزتها في عام 2007 ب1200 صاروخ لهذه المنظومات ، وما يثير الرعب في تل أبيب حول التعاون العسكري بين موسكووطهران هو تنفيذ العقد الروسي الإيراني الخاص بتزويد إيران ب5 منظومات صواريخ «س-300 ب مو-1» المطورة.ويذكر أن روسياوإيران وقعتا هذا العقد بالحروف الأولى فقط.
وتشير معلومات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى أن إيران ستتمكن من تصنيع سلاح نووي في الفترة 2010 -2012. ومما لا شك فيه أن هذا السيناريو لا يصب في صالح موسكو.فروسيا مستعدة لإكمال بناء محطة بوشهر وتوريد الوقود النووي الضروري لعمل هذه المحطة، ولكنها متضامنة مع الغرب في معارضة إنتاج الوقود النووي داخل إيران.
وبهذا الشكل ترى روسيا نفسها أمام خيارين: الرد على إسرائيل والغرب وتوريد أسلحة متطورة لإيران وسوريا أو قبول هدايا إسرائيل وإرجاء تنفيذ العقود العسكرية مع طهران ودمشق إلى أجل غير مسمى.
الكرملين ما زال صامتاً... ولكن الحقيقة المهمة التي لا يجوز تجاهلها تتمثل في الآتي: أنه حتى لو وافقت روسيا على تزويد إيران بمنظومات «س-300» الفتاكة بالنسبة للطائرات فإن المصانع العسكرية الروسية ستحتاج الى فترة سنة تقريبا لتصنيع هذه المنظومات.
إضافة إلى نفس الفترة لتدريب الخبراء الإيرانيين على استخدامها. ويعني ذلك أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تستطيعان توجيه ضربة استباقية لإيران قبل حصولها على هذه المنظومات كما حصل للعراق في عام 1981. عن صحيفة البيان الاماراتية 11/10/2008