الاغتيالات السياسية أضرت بالمصلحة اللبنانية محمد الشواهين تنفس الشعب اللبناني الصعداء بانتخاب الرئيس ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بعد مخاض عسير، وفراغ دام أشهر، وقد لاقت هذه الخطوة استحسانا عربيا كونها جاءت كمطلب جماهيري في الاتجاه الصحيح، مكللة جهودا عربية مضنية بذلت في هذا الخصوص، بغية المصالحة المنشودة بين الفئات والاحزاب اللبنانية المتناحرة من موالاة ومعارضة كما كان يسميها المراقبون. كان واضحا ان ثمة اطرافا لبنانية تعمل ضد اي مصالحة على الساحة اللبنانية، وضد اي تفاهم او تقارب سوري لبناني ولا حتى تقارب عربي بشكل عام، وثبت انها مدعومة من جهات خارجية معروفة ذات اجندات معادية. القادة العرب والجامعة العربية بذلوا جهودا مضنية حقا، حتى تم احراز التفاهم اللبناني اللبناني،الذي أدى بالتالي الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وانتخاب رئيس للجمهورية، والقيادة القطرية بشكل خاص كان لها دور فاعل ومشكور في هذا الشأن. بعض الاطراف اللبنانية التي حرصت وما زالت تحرص على التغريد خارج السرب، ارتأت ان تشجع هواة الاغتيالات السياسية، لخلق جو من الفوضى السياسية، لتحقيق اهدافها بتعطيل الحوار اللبناني او تجميده، كونه لا يصب في مصلحتهما الانعزالية . اغتيال عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني، المرحوم صالح العريضي، الصديق المقرب من رئيس الحزب الامير طلال ارسلان، جاء في هذا السياق، لاثارة البلبلة التي تنعكس سلبا على الحوارات الوطنية الداخلية، وذلك لزرع بذرة الفتنة بعد بروز المصالحة بين الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والامير طلال ارسلان، وكلاهما من الطائفة الدرزية، المتمركزة في جبال الشوف وصوفر وبحمدون وقضاء عاليه مسقط رأس العريضي في بلدة (بيصور)، وأيضا الكلام الايجابي الذي وصل الى مسامعهم، حيث اشاد السيد حسن نصر الله امين عام حزب الله، بالسيد سعد الحريري رئيس كتلة المستقبل في البرلمان اللبناني، مادحا جهوده التي اسفرت عن المصالحة بين الاطراف المتنازعة في طرابلس بشمال لبنان. من هنا اصبح واضحا للمراقب لسير الاحداث، أن الذين يعملون على الفرقة في لبنان، ما زالوا يتحركون بسهولة، وباتوا خطرا على لبنان واللبنانيين،هم أشبه بسوسة تنخر في الجسم اللبناني بحقدها الاسود، ومن المفروض على كافة الجهات اللبنانية المخلصة الشريفة ان تتنبه لهذه الفئة الضالة، وتتعقبها لتخرجها من جحورها،وكشفها على حقيقتها، ومعرفة من يقف وراءها،من أجل تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه العبث بأمن لبنان الشقيق ومقدراته. الوضع اللبناني حساس ومؤثر، وليس بمعزل عن الوضع العربي العام، فلا ينبغي ان يترك ساحة مفتوحة للعابثين، وصيدا سهلا لكل من هب ودب من أجهزة استخبارية غريبة، وعصابات التجسس والمافيات، وعلى الدول العربية أن تعي وتدرك هذه الحقائق، وتقدم العون والمساعدة للحكومة اللبنانية وشعبها على حد سواء، لتمكينها من التخلص من هذه الآفات التي عاثت فسادا في الماضي، وتريد اعادة الكرة. عن صحيفة الرأي الاردنية 21/9/2008