هناك مثل شعبي عندنا وربما عند معظم الدول العربية يقول (( شرط النسيب الكاره ))ويضرب هذا المثل الشعبي الظريف حينما يقوم والد الفتاة المطلوبة خطبتها بوضع طلبات وشروط صعبة وربما مستحيلة التحقق والإيفاء من قبل الخاطب وأهله ، وأحيانا تكون هذه الشروط والطلبات وسيلة محتشمة ان صح التعبير ، برفض طلب الخاطب لعدم قناعة أهل المخطوبة به وبأهله... ونحن هنا نسوق هذا المثل كمدخل لما سنتطرق له بموضوعنا هذا ، والمتعلق بما أبداه برلمان حكومة احتلال العراق المحتل ، إذ ان هذا البرلمان قد وضع شروط .. والحقيقة لا ادري كيف ، ولما ، ولماذا ، ومن سمح لهذا البرلمان المزيف وحكومته المعينة أمريكيا بان يضعوا هذه الشروط ، لما أسموه بقبول عودة علاقات الدول العربية مع العراق المغتصب ؟!!!
وهي بمجملها أربعة شروط ، استوقفني بها شرطان فقط ، وهما الشرط الأول ..(( الاعتراف بالحكومة العراقية الحالية ، ودعمها ماديا ومعنويا وسياسيا وامنيا وعسكريا !!! )) والأسئلة التي تطرح نفسها هنا ، وقد تكون غائبة عن ذهن أو أذهان من وضعوا هذا الشرط ، هي كالأتي :
كيف يحق للشعوب العربية وحكوماتها ان تعترف بحكومة لا يعترف بها شعبها أصلا ؟!!!
.. وكيف تدعمها ماديا وهي تغض البصر والبصيرة عن خيرات العراق ونفطه التي تنهب وتسلب نهارا جهارا من قبل قوات الاحتلال وشركائه وأعوانه ؟!!!
... وكيف تدعمها معنويا وهي من حطمت وساهمت في قتل معنويات العراقيين الشرفاء والعرب جميعا ؟!!! أو سياسيا وهي الحكومة التي تروج سرا وعلانية لنشر الديمقراطية البوشية بالمنطقة وتفكيك العراق ، وتعمل جاهدة لخلق شرق أوسط جديد ؟!!! ..أو حتى امنيا وعسكريا وهو مطلب غريب وعجيب ومستهجن ، فكيف تقدم الشعوب العربية بمختلف حكوماتها ، بان تدعم هذه الحكومة وهي في حماية أكثر من مائتي ألف جندي أمريكي وبريطاني وغيرهم من المرتزقة الآخرين ، بالإضافة إلى فرق الموت والمليشيات المتعددة التسميات والتوجهات ؟!!! ..
ثم ضد من ستدعم الشعوب العربية والبرلمانات العربية الحكومة العراقية الباسلة امنيا وعسكريا ؟!!!!!!!!.. هل ستدعمها في حربها المقدسة مع العدو الصهيوني ، أم لحماية البوابة الشرقية للأمة العربية ، أم لاسترجاع جزر الطنب الكبرى والصغرى المغتصبتان ، أم لتحرير شمال العراق ، أم ماذا يا ترى ؟!!! ...
والشرط الرابع المخزي المضحك معا ، والمتمثل في (( ان تسقط جميع الدول العربية ومنابرها الإعلامية جملة العمل على إنهاء الاحتلال للعراق المحتل ، وتستبدلها بجملة العمل على إنهاء التواجد الأجنبي بالعراق ...... )) وشرط العميل الكاره هذا ، به من المكر والخبث ، ما يسد عين الشمس ويحجب ضوئها عن الأمة العربية لمئات السنين ان تفجرا لا سمح الله ولا قدر ذلك.. وهنا وجب تنويه وتحذير كافة الشعوب العربية وحكوماتها وبرلماناتها ، بان تتوخى الحذر الشديد ، فهذا الشرط الحقير اللعين ، لم يوضع اعتباطا ، أو بمحض الصدفة ، إنماهو وليدة عملية قيصرية صهيوامريكية ، والقصد والغاية منه بكل بساطة ( شرعنة ) احتلال العراق ، ومن تم احتلال باقي دول الخليج العربي ، بحجة حمايتها من الغزو والمد الإيراني الفارسي المتوقع المرتقب ، والسكوت عن احتلال سوريا ولبنان فيما بعد ، بنية القضاء على الدكتاتورية وخطر حزب الله على إسرائيل .. وإنهاء الحلم العربي والإسلامي في تحرير فلسطين والقدس الشريف .. لأجل هذا وذاك .. انتبهوا .. انتبهوا .. انتبهوا .. يا عرب.