جنبلاط وأرسلان العزب الطيب الطاهر جسد كل من وليد جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي التقدمي وطلال ارسلان رئيس الحزب الديمقراطي موقفا شديد الوطنية بإعلان حرصهما امس علي المصالحة والتعاون من اجل وأد فتنة الجيل في لبنان التي اطلت برأسها قبل ايام في هذه المنطقة التي تضم السكان الدروز وذلك خلال كلمتيهما امام المعزين امس في تشييع جنازة القيادي بحزب ارسلان صالح العريضي والذي تم اغتياله قبل ايام علي نحو كاد يفجر الوضع الامني معيدا الي الاذهان مسلسل الاغتيالات التي تدافعت في اعقاب اغتيال رفيق الحريري قبل خمس سنوات تقريبا. كان من الاهمية بمكان ان يتبني جنبلاط وارسلان هذا الموقف الوطني وذلك للحيلولة دون تصاعد التداعيات السلبية لواقعة الاغتيال التي جاءت في اعقاب المصالحة التي تمت بين الرجلين المتنافسين علي زعامة الطائفة الدرزية في ظل تباين توجهاتهما السياسية والفكرية فضلا عن تناقض تحالفاتهما الداخلية والاقليمية وهو ما سيسهم في اجهاض الاهداف الحقيقية من وراء عملية الاغتيال والتي لا يمكن استبعاد العامل الصهيوني منها بحسبانه المستفيد الاول والاوحد من اختراق النتائج الايجابية لاتفاق الدوحة الذي انهي الازمة السياسية في لبنان ووضع مختلف الفرقاء علي سكة التوافق الوطني. واظن ان التحرك السريع للرئيس اللبناني العماد ميشيل سليمان بتحديد موعد للحوار الوطني بين كافة الفرقاء السياسيين شكل بدون شك ردا عمليا علي جريمة الاغتيال التي توافق الجميع علي انها كانت تستهدف بالاساس صميم الوحدة الوطنية والسلم الاهلي الذي ما فتئ مرشحا للاختراق كلما اقترب اللبنانيون من الالتفاف حوله وحشد جهودهم لانتشاله من اي وهدة.واللافت ان قائد الجيش اللبناني الجديد العماد جان قهوجي قرأ بعمق ابعاد الرسالة المبتغاة من واقعة الاغتيال في هذ التوقيت الذي بدأ فيه لبنان يشهد العديد من المصالحات انطلاقا من الجيل مرورا بطرابلس وصولا الي جلسات الحوار الوطني المتوقعة هذا الاسبوع ورأي انها موجهة بالدم الي كل اللبنانيين الذين طالبهم بالرد عليها عبر المضي في مسيرة الحوار والمصالحة وهو امر يستدعي من المؤسسة العسكرية اللبنانية التي اثبتت حسها الوطني ان تتنبه اليه وتعمل بالتنسيق مع الاجهزة الامنية علي احباط المخططات التي لا يقف ورءاها الا العدو الذي مازال يقف متحفزا علي الحدود الجنوبية لضرب الوطن مستخدما اعوانا وعملاء له بالداخل. السطر الأخير : اغرقنا يالله في بحار توحيدك والتسبيح لك ليلا ونهارا فنحن ياخالقنا الاعظم التهمتنا ايام العمر وابتعدنا عنك كثيرا لكن لا منجي ولا ملجأ لنا الا انت ياكريم. عن صحيفة الراية القطرية 13/9/2008