الساخن والبارد والعاصف عاطف عبد الجواد أشهر إعصار عصري هب على الولاياتالمتحدة هو الإعصار كاترينا. كان هذا في العام 2005، وتعود شهرته ليس فقط إلى عنفه وقوته المدمرة، بل ايضا لأنه ضرب، ضمن ما ضرب، حكومة الرئس بوش التي اتهمت بأنها أخفقت في حماية الناس من الدمار. في موسم الأعاصير هذا العام، وهو موسم يستمر حتى شهر نوفمبر، هب حتى الآن الإعصار غوستاف الذي ترأف بالناس وبالحزب الجمهوري فلم ينزل بدمار كامل ولم يسفر عن الغاء كامل للمؤتمر القومي للحزب الجمهوري في الأسبوع الأول من هذا الشهر. وما أن عبر غوستاف بسلام نسبي حتى هب الإعصار هانا، الذي تحول الى عاصفة استوائية جاءت بالمطر وقطعت الكهرباء عن شمال شرق الولاياتالمتحدة. وما أن عبر هانا حتى بدأ القلق يساور الأميركيين وأهالي جزر الكاريبي وكوبا وهم يراقبون اقتراب الإعصار آيك الذي ضرب هذا الأسبوع بنوع من الترفق ايضا. لكن نظرة على خارطة الأعاصير عبر المحيط الأطلسي تظهر ان طابورا طويلا من الأعاصير تنتظر دورها في الأفق وأولها الإعصار جوزيفين. والأعاصير تعطى اسماء تتمشى من تسلسل الحروف الأبجدية في اللغة الإنجليزية. تقول دراسة جديدة إن قوة الأعاصير زادت خلال العشرين عاما الماضية بمقدار خمسة عشر ميلا في الساعة. والسبب في هذه الزيادة هو ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في المحيط الأطلسي. هذا الإرتفاع في حرارة المياه يأخذنا الى القطب الشمالي المتجمد سابقا. فهناك ارتفاع آخر في درجات الحرارة يسبب ذوبان الثلج، ويسبب أعاصير اخرى من نوع سياسي. التغير المناخي على الكرة الأرضية هو السبب وراء الأعاصير ووراء ذوبان ثلج القطب الشمالي. طبقة الثلج في القطب الشمالي انكمشت بمقدار حوالي سبعة الاف ميل مربع عما كانت عليه قبل عقدين من الزمن قبل العام 2000. ومنذ بدأت قياسات معدلات ذوبان الثلج تقول الأرقام إن معدل الذوبان هذا العام سوف يكون الأعلى. وتقول الدراسات وصور الأقمار الصناعية إن المعبر الشمالي في الحافة الشمالية للقارة الأميركية سوف يفتح مرة اخرى على الأرجح أمام حركة الملاحة البحرية قبل انتهاء موسم الصيف ولثاني مرة خلال عامين اثنين. وتوضح صور الأقمار الصناعية ايضا أن ثلج البحر الشرقي الذي كان يسد المعبر الشمالي الشرقي فوق سيبيريا ذاب هو الآخر مما حول القطب الشمالي الى جزيرة محاطة بالمياه المفتوحة لأول مرة على الإطلاق. الصورة ببساطة هي كالآتي: ما كان ثلجا ذات يوم اصبح اليوم ماء تسهل الملاحة فيه والوصول اليه. هذا التحول ادى الى خلافات شديدة سبب الملكية. ملكية قاع القطب وملكية المياة. ولعل اكبر هذه الخلافات هو مليكة مياة المعبر الشمالي. من المالك؟ كندا ام المجتمع الدولي؟ كندا اكدت بالفعل هيمتها فطلبت من السفن الأجنبية الحصول على اذن منها عند دخولها المياه على بعد مائتي ميل من سواحلها الشمالية. في الوقت نفسه تنخرط كنداوالولاياتالمتحدةوروسيا في ترسيم حدود الرصيف القاري في قاع محيط القطب الشمالي لتعزيز ادعاء كل منها بحقها في ملكية جزء من الثلج الذائب الذي يعتقد ان يخفي تحته رواسب معدنية ونفط وغاز وثروة بحرية. الروس زرعوا بالفعل علما روسيا في قاع القطب على نحو ما زرع الأميركيون علما أميركيا على سطح القمر في اوائل الستينات. الخلافات بين هذه الدول، ومنها ايضا النرويج، تأخذ شكل المنافسة السلمية حتى الآن ولكن التاريخ يقول لنا إن الثروات الطبيعية في العالم تسببت في الماضي في نشوب نزاعات مسلحة بين الناس. ارتفاع درجة الحرارة في المحيط الأطلسي يسبب دمارا تأتي به الأعاصير. ويسبب خلافات دولية قد تحمل معها دمارا محتملا لو تطورت الى احتكاكات مسلحة تنافسا على الثروات في قاع المحيط القطبي. مطلوب وقف ارتفاع درجات الحرارة. عن صحيفة الوطن العمانية 10/9/2008