قمة دمشق وعملية السلام حازم مبيضين تؤكد قمة دمشق الرباعية، دخول الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي كلاعب جديد في ساحة المفاوضات بين سوريا واسرائيل، مثلما تشير إلى دور سوري محتمل في جسر الهوة بين طهران والعواصم الغربية التي يمثلها ساركوزي، بشأن الملف الايراني النووي الذي تتزايد أخطاره يومياً، وكلما أعلنت الجمهورية الاسلامية عن تقدم جديد في صناعتها النووية، كما أنها تؤشر إلى تدخل فرنسي، يبدو مقبولاُ من دمشق حيال أوضاع لبنان، التي تعتريها الهشاشة. رغم النجاح في انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، كما أنها( قمة دمشق ) تحاول قراءة الموقف السوري تجاه أوضاع العراق المهمة بالنسبة لتركيا، وهي توصلت إلى النتيجة المعروفة سلفاً بتأكيدها ضرورة حل هذه الازمات، إذا كان مطلوباً أن تنعم هذه المنطقة من العالم بالطمأنينة، التي تتيح لشعوبها التفرغ للبناء والتنمية، بدل الإنصراف إلى الحروب، أو التحضر لها على حساب لقمة المواطن وحريته وهناء عيشه . لكن الموضوع الأكثر أهمية كان الكشف أن تقدماً ما تم إحرازه في المفاوضات السورية الاسرائيلية، أدى إلى تنسيق بشكل ما بين أنقره وباريس، وهو ما دفع رئيس الوزراء التركي للاعلان أن جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة ستعقد يومي 18 و19 ايلول في تركيا، تليها جولات مفاوضات مباشرة كشف الرئيس السوري أن ساركوزي سيلعبئ دوراً أساسياً فيها،ئ وكشف أن العمل جار لوضع ورقة مبادىء، تكون أساسا لهذه المفاوضات. التي يعتقد أنها ستنطلق بعد ظهور نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يأمل السوريون أن تأتي بزعامة أميركية جديد تكون أكثر إيماناً بالسلام العادل الذي نحتاجه، والكشف أيضاً ان هناك ست نقاط وضعتها دمشق وديعة عند الجانب التركي، بانتظار أن تقوم اسرائيل بعمل مماثل، أعلن الاسد مسبقاً أن رد دمشق عليه سيكون ايجابيا، ليكون ممكنا الانتقال مباشرة إلى المفاوضات المباشرة، مع الحكومة الجديدة التي ستشكل بعد انتخابات الكنيست، والتي تأمل السياسة السورية أن تستمر على نهج أيهود أولمرت الذي أبدى استعداداً للانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة لكي يتحقق السلام المنشود. وإذا كان الموقف السوري يتسم بهذه المرونة، فان فرنسا التي أكد رئسها انه لايتم بمعزل عن التفاهم مع واشنطن ردت بإيجابية، من حيث الاستعداد للمساهمة سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا في التفاوض المباشر لانجاح عملية السلام، لكن المؤكد أن دمشق ترغب بأن يتم كل ذلك بالتنسيق مع الرئيسين الفلسطيني واللبناني، وذلك لحيوية هذين المسارين، ولكي يكون المسار الفلسطيني داعماً لا معرقلاً للمسار السوري. لكن كل ذلك يستدعي ضغطاً دولياً فاعلاً ومؤثراً على إسرائيل لتتعامل مع العملية التفاوضية بالجدية التي تستحقها ، ولان تكف عن اعتبارها ورقة لعب صالحة السياسات الداخلية وألاعيبها التي لاتنتهي في الدولة العبرية . وإذا كان كل ذلك يدعو للتفاؤلئ فإن قمة دمشق لم تكن اتفاقات كلها، فالموقف السوري القطري ظل بعيداً في الظاهرعن الموقف الغربي إزاء ملف ايران النووي،ئ لكن ذلك لن يمنع دمشق بوصفها الرئيس الحالي للقمة العربية والدوحة بصفتها الرئيس الحالي للتعاون الخليجي من لعب دور إيجابي لصالح إيران والعالم في آن واحد، من خلال علاقاتها المتميزة مع طهران، وإدراكها لمخاطر اندلاع نزاع عسكري جديد في هذه المنطقة ، والنتائج السلبية لذلك عليها ، وعلى العالم بأسره . ويدلل ذلك على ترابط أزمات الشرق الأوسط ، لكنه يؤكد مجدداً أن النزاع العربي الاسرائيلي هو الأساس ، وأن التوصل إلى حلول سلمية في هذا الملف ، سيؤدي إلى حل كافة مشاكل المنطقة بالتدريج وبنتائج ترضي كافة الأطراف . عن صحيفة الرأي الاردنية 8/9/2008