حرب حماس الداخلية... هل بدأ الانشقاق؟! رجا طلب بعد اقل من ساعة واحدة فقط على انفجار استراحة الشاطئ في غزة يوم الجمعة الماضية، كانت مليشيا حماس قد داهمت واغلقت اكثر من خمسين جمعية ومركزا وناديا ومقرا وهيئة تابعة لحركة فتح واعتقلت العشرات من كوادرها في ربط سياسي واضح بين الحادث وبين حركة فتح، هذا عدا اعتقال اعضاء من المجلس التشريعي من الحركة، كل ذلك تم بأقل من ساعة وفي ظل تصرفات تعسفية قائمة على اعتقاد ان حركة فتح هي من تقف وراء حادث التفجير، حيث نسيت حكومة هنية في خضم الحملة هذه حتى الحديث عن تشكيل لجنة تحقيق في الحادثة ومعرفة من يقف وراءها، وبعد مضي يوم كامل تداركت الحكومة الحمساوية الخطأ واصدرت بيانا باهتا اعلنت فيه تشكيل لجنة تحقيق في الحادث، كان من الافضل ان لا يصدر لان ميليشيا حماس التي تأتمر بأمر صيام والزهار كانت من الناحية العملية قد حددت من هو المتهم وبدأت بعقابه، وان لجنة كالتي اشار اليها بيان الحكومة الحمساوية ليس لها أي مبرر بعد ان تم تنفيذ ''اسرع حملة اعتقالات ومداهمات'' في تاريخ القطاع. الحملة المشار اليها ليست صناعة ردة فعل، بل هي مخططة للتغطية من قبل صيام والزهار على عملية الاغتيال الفاشلة للدكتور خليل الحية، حيث كانت العبوة التي انفجرت مزروعة في سيارته، والحية من المقربين من الزهار واحد الاعداء المفترضين في ظل الخلافات الداخلية التي تعصف بحركة حماس في غزة لأحمد الجعبري قائد ما يسمى بكتائب عز الدين القسام. والسؤال ما هي هذه الخلافات وعلى ماذا واسبابها؟. المعلومات التي يجرى تداولها فلسطينيا ان هناك عنوانين لهذه الخلافات، الاول يتعلق بالموقف من مبادرة الرئيس عباس للحوار، فيما العنوان الثاني هو صفقة التبادل بشأن شاليط، ففيما يتعلق بالموضوع الاول تقول المعلومات المتداولة في الاوساط الفلسطينية القيادية انه وبعد دراسة حماس لمبادرة الرئيس الفلسطيني للحوار، برز تيار يقوده الزهار يتحدث عن صعوبة قبول فتح ومصر او اليمن كوسطاء بحوار لا ينتهي بملاحقة مرتكبي الجرائم التي حصلت بحق قياديي فتح وكوادرها وبحق الناس العاديين خاصة وان مثل هذه العناصر التابعة للقوة التنفيذية وكتائب القسام معروفة بالأشكال والاسماء والعناوين لأبناء الشارع في غزة، وهذا الكلام يعني ضرورة التخلص من هذه العناصر وهو امر اقلق بصورة كبيرة الميليشيا الحمساوية وتحديدا كتائب القسام بزعامة الجعبري، وكانت حادثة اغتيال القيادي في القسام عادل جندية في حي الشجاعية قبل شهر تقريبا عنوانا واضحا لبدء عمليات التصفية هذه والتي تلاها حادث اخطر وهو حادث تفجير المنزل العائد لأحد قياديي القسام من عائلة حمودة في بيت لاهيا والمعروف بجرائمه ضد المدنيين والاستقواء عليهم، حيث قتل معه مجموعة من كوادر القسام وهم حسن أبو شقفة واشرف مشتهى ومحمد مقداد ومحمد أبو النجا واحمد صبيح ومجدي حمودة ومازالت هذه الحوادث مستمرة بصورة او بأخرى في القطاع وسط تعتيم إعلامي محكم. اما الموضوع الخلافي الثاني فهو المتعلق بصفقة التبادل بشان شاليط، حيث يتحدث مسؤولو بعض الفصائل عن خلاف حاد نشب بين الزهار المؤيد لصفقة التبادل لاعتبارات داخلية وخارجية اساسها اعادة ''تبييض'' صورة حماس فلسطينيا وعربيا على غرار حالة حسن نصر الله، وبين الجعبري الذي يعتقد ان مجرد اتمام الصفقة ستقوم اسرائيل باجتياح القطاع واعتقال قياديي القسام وحماس وان بقاء شاليط في ايدي حماس سيكون بمثابة درع للحركة في وجه اسرائيل، ويقول هؤلاء المسؤولون ان الخلاف بين الرجلين وصل الى الحد الذي هدد فيه الزهار بتعيين عماد عقل قائدا لكتائب القسام، الامر الذي دفع الجعبري إلى تهديد الزهار بالقتل وشق الكتائب مجرد اجراء هذا التعيين. استهداف سيارة الدكتور الحية المقرب من الزهار وزرع عبوة فيها وتفجيرها من بعد قد يكون جزءا من معركة التصفيات الداخلية في حماس، ففتح التى تملك كل القوة في الضفة لم تمارس أي نوع من الاضطهاد او التنكيل بحق حمساويي الضفة، كما ان فتح تدرك تماما ان مثل هذا العمل سيعود عليها بكل الآثار السلبية على الصعيد التنظيمي وعلى الصعيد الوطني، كما انها تدرك ان أي مواجهة غير سياسية مع حماس في قطاع غزة هي مواجهة تصل الى درجة المقامرة. .... منفذو تفجير الشاطئ مجرد مغامرين وقتلة، ومن الواضح انهم مصابون بعقدة الثأر واجواء حماس الداخلية تظهر ان مثل هذا النوع من الاعمال بدأ داخل الجسم الحمساوي وانه مرشح للازدياد والتفاقم. عن صحيفة الرأي الاردنية 28/7/2008