* خالد واكد كل المؤشرات تؤكد ان تغيرات كبيرة ستحصل خلال العقدين القادمين وبالذات اقتصاديا فمنذ ظهور اليورو عملة اوروبا الموحدة وبروز المارد الصيني إضافة لنمو قوى اقتصادية جديدة تحرك الاقتصاد العالمي (البرازيل-الهند-روسيا-) يثبت بان عصر الدولار كعملة احتياط بدا يتلاشى فعليا برغم كل محاولات واشنطن قول عكس ذلك . الا ان الامور تسير نحو ظهور عملة احتياط جديدة بدلا عن الدولار الذي ظل مسيطرا على مدى سبع عقود وما هي الا فترة زمنية قصيرة حتى نشهد هذا التغير لنقول باي باي دولار واهلا بنظام نقدي جديد اكثر عدالة ونظافة من السيطرة القذرة على كل مقدرات العالم طيلة الفترة الماضية من سيطرة الدولار الامريكي 0 فقد شهد العالم قبل نحو أكثر من قرن ثلاثة نظم عالمية نقدية وهي : نظام الذهب الذي ساد خلال الفترة من منتصف القرن التاسع عشر وحتى1913ونظام العملات الخمس الذي ساد بعد الحرب العالميةالاولى0 ونظام الصرف الثابت للعملات تحت راية الصندوق الدولي 1944في بريتون وودز حينما تقرر الدولار كعملة رئيسية ومنذ ذلك الوقت تعاظم دور الدولار بسبب ضعف الاقتصاد الأوروبي وحاجة أوروبا للولايات المتحدة في برامج الإنشاء والتعمير التي بدأت بعد الحرب العالمية الثانية(برنامج مارشال) . وأدى نمو دور الأمريكان وتزايد قوته إلى تراكم الذهب في فورت فوكس بأمريكا حتى بلغ نحو 70%من الاحتياطات النقدية العالمية وكان الدرس الذي تلقاه العالم في الثلاثينات من هذا القرن كافيا لقبول الأوضاع الجديدة خلال الخمسينيات والستينيات لكن ما أن بدأت حقبة السبعينيات وما إن شعرت أوروبا بقوتها الاقتصادية وتراكم قدر لاباس به من الذهب في خزائنها حتى أقدمت على منافسة الدولار في مكانته وقد ساعدها في ذلك ما أحدثته الحرب الكورية ثم حرب فيتنام من ضعف نسبي للاقتصاد الأمريكي . وبدا ينمو العجز في ميزان المدفوعات بسبب تدفق الدولار على العالم لسداد قيمة متطلبات تلك الحروب مما أدى إلى تبدل الموقف فبعد أن كان الدولار بعد الحرب العالمية الثانية ولمدة تبلغ ثلاثين عاما عملة قوية كالذهب بل ويمكن تحويلها إلى ذهب بالسعر الرسمي المتفق عليه في بريتون وودز تحول إلى عملة تنافسها كثير من العملات وبجانب تراجع دور الذهب وتراكم فوائض النفط وتعاظم أرقام الدين وظهور البنوك التجارية في كثير من دول العالم بشكل خطير فقد أدى ذلك إلى أن تخفض كثير من الدول أسعار عملاتها وعدد مرات التخفيض للعملة في فترات متقاربة . ولجأت بعض الدول إلى ربط عملاتها لا بالذهب ولا بالدولار ولكن بحقوق السحب الخاصة التي يصدرها الصندوق لدولي أو بسلة عملات وليس بعملة واحدة0وبالرغم من ذلك كله ظل الدولار العملة الرئيسة في العالم ولم تستطع العملات الاوروبيةزحزحته ومنافسته حتى ظهرت العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)الذي استطاع أن ينافس الدولار بقوة لم يسبق لها مثيل 0 فما أن بدأ بزوغ القرن الجديد (الواحد والعشرين)حتى دخلت حلبة الصراع على مسرح الاقتصاد العالمي دول أخرى (الصين- روسيا –الهند –البرازيل)كما إن دخول الولاياتالمتحدة حروب جديدة في أفغانستان والعراق أثرا تأثيرا كبيرا في ميزان المدفوعات وبروز مشكلة الائتمان الذي قصم ظهر الدولار لدرجة طالبت بعض الدول باتخاذ عملة جديدة0 فقد انهار بالفعل النظام النقدي العالمي وضعف الدولار بسبب التضخم والتقلبات في أسعار الفائدة ومع المطالب بإيجاد عملة جديدة أخرى بديلة للدولار أدى ذلك إلى حيرة في الدول النامية ويرجع ذلك إلى عدم تمكنها من التحكم في أسعار صرف عملاتها , نتيجة لعدم تحكمها في الأسواق المالية العالمية التي كانت ولاتزال تهيمن عليها الدول الكبرى التي توجهها وفقا لمصالحها القومية. وقد تفاقمت المشكلة مؤخرا بانخفاض أسعار البترول واضطرار دول الأوبك إلى السحب من أرصدتها في البنوك الأوروبية والأمريكية لتمويل احتياجاتها للدفع بالدولار ومثل هذا الوضع جعل البنوك التجارية التي لم تتأثر تلهف خلف الشركات المدعومة من قبل حكوماتها لسداد ديونها وجعلها في اشد الحاجة للبحث عن الدولار لمواجهة دفع الدين المستحق وفوائده وهذا ما تسبب في الندرة الحالية للدولار في الأسواق العالمية مما قد يدفع الولاياتالمتحدة لطبع المزيد من الدولار مما يؤدي لانخفاضه مما يؤثر على احتياطيات الكثير من دول العالم وهذا ما دفع بعض الدول للمطالبة بإيجاد عملة عالمية جديدة بديلا للدولار0 فهل تستطيع دول العالم ذلك ربما العالم بحاجة لحرب عالمية جديدة تعيد التوازن الدولي بشكل عادل والاعتراف باللاعبين الجدد "الصين –الهند-روسيا-البرازيل"او البحث في إمكانية إيجاد تلك العملة المنقذة للعالم من سطوة الاقتصاد الأمريكي المترنح ولا خيار ثالث 0