في ظل المفاهيم الضالة والأفكار المنحرفة والمبادئ الهدامة المضللة التي انتشرت في هذا العصر، عبر وسائل متعددة، ووجد من يدعو لها وينادي إليها ويغرر بالشباب ويزين له مايلهب العواطف ويجعله ينساق وراء الشهوات و الشبهات لذا فإن المسؤولية على الآباء مضاعفة، والتربية لا تقتصر على بناء الجسد دون العقل والروح فكما يهتم الآباء بتوفير مطالبهم البدنية والمادية يجب أن يهتموا أيضا بتوجيههم الوجهة الصحيحة والقيام عليهم، وإبراز السلوكات التي تضر بالمجتمع عن طريق النصح والإرشاد وخاصة حين نرى بعض الشباب يتعرض للناس بصنوف الأذى في الشوارع وأمام الثانويات والكليات والمعاهد وفي الأسواق وغيرها ونقصد بذالك ظاهرة المعاكسة.
يعتقد البعض أن المعاكسة آفة تخطاها الزمن، ولكن الملاحظ في واقع شوارعنا وأسواقنا والأماكن التي يتجمع فيها الناس ، يجزم إنها استفحلت بين شبابنا وبناتنا استفحالا يدق ناقوس الخطر ، فصارت ظاهرة تملأ الأسماع والأبصار، تروى فيه وقائع تثيرا العجب، وتدمي القلب ، وتستوقف الغيور،والمعاكسات واحدة من أعظم وسائل جلب الفساد وانتشار الفاحشة، بتيسير اللقاء الحرام، وما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما.
وهي وسيلة من وسائل دمار الأسر وتضييع مستقبل الفتيات.. فكم من فتيات عرف عنهن هذا السلوك السيئ فعزف الخطاب عنهن،.
وكم من زيجات طلقن بسبب المعاكسات وقد تعددت طرائق المعاكسات ، فبين غمز بالعين، أو لمز باللسان، أو ابتسامة ناعمة، أو نكتة طريفة، أو إيحاء..أو إلقاء رقم هاتف ليلتقطه الطرف الآخر، وتبدأرحلة الانحراف،والعجيب أن تلك المعاكسات تصدر أيضا عن فتيات يعاكسن الرجال، ويكلمن الشباب في الهواتف بكلام وعبارات الغزل ، بهدف التسلي و تمضية وقت الفراغ.
لهذه الظاهرة أسبابً نلخصها فيما يلي:- الفراغ: انتشار البطالة ووجود الفراغ القاتل فلاعمل ولا وظيفة، ولا كسب ولا تحصيل ولا طاعة، فانقضت أوقات الشباب في المعاصي واللهو، واللعب والحرام واللغو، ومعاكسة كل جنس للآخر ،فبماذا تجيب أيها المعاكس يوم يسألك الديان عن وقتك فيما قضيته، أخال إجابتك : قضيته في معاكسة الفتيات والتشبيب بالبنات والخوض في الأعراض والحرمات.
ضعف الوازع الديني: هناك شباب، أعرض عن الله واتخذ الشيطان وليا يؤنسه في وحشته ، يشغله عن الله بمغازلة الفتيات، وساقط الكلمات، وسماع مقابل القول من الساقطات. يظن أن ذلك يحقق له أريحية، فبماذا ستجيب ربك إذا وقفت بين يديه، فيسألك عن كل كلمة مؤذية وعن كل خطوة حرام وعن كل نظرة حرام وهمسة حرام ولمسة حرام.؟
جماعة الرفاق: صديق السوء لا يأتي من ورائه إلا البوار والهلاك ، والمرء على دين خليله.. ومن رافق معاكسًا كان مثله، ومن صاحبت معاكسة فلابد أن تتعلم منها ، فكم من صديق زين لصديقه معاكسة الفتيات، وكم من صاحبة أوقعت صاحبتها في مصيدة المغازلات.
الإعلام: يبقى الإعلام هو المتهم الأول في بث دعوات المعاكسة وقتل الحياء وإشاعة الفحشاء، وتهييج للعواطف، وتأجيج الغرائز، وإثارة الشهوات.. أغاني ماجنة، وأفلام خليعة، وألفاظ مدغدغة للصغار والكبار،والمتتبع للقنوات أو المجلات يرى العجب العجاب، مما يهيج النفوس ويؤزها للبحث عن المعاكسات والمكالمات.
نفور الشباب من الزواج لغلاء المهور:إنها البلية التي يعزى لها الاتهام في المعاكسات والمغازلات والتبرج والسفور،لأننا حكمنا أهواءنا وتقاليدنا وعطلنا شرع الله ولنا في رسول الله أسوة حسنة ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...".
سفور وتبرج بنت حواء :البنت التي تنطلق إلى الشارع متعطرة ممكيجة مائلة ماذا نتوقع لها؟ أليست هي التي دعت الشباب لمعاكستها بطريقة لبسها ومشيها وزينتها وعطرها. كما أن الشباب لا يتجرأ على التعرض للمرأة إلا إذا كانت وحدها بدون محرم يدافع عنها، ومن العجب أن يترك رجل زوجته أو ابنته فريسة للذئاب البشرية.
الحلول المقترحة: إن القضاء على هذه الآفة يحتاج إلى تضافر الجهود. وتفعيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وملء أوقات فراغ الشباب والتركيز على التوجهات الأخلاقية، واختيار الرفقة الطيبة ، وتيسير شروط الزواج للشباب ومعالجة البطالة المتفشية،.. وإصلاح وسائل الإعلام لتكون معاول بناء.
أخي كيف يكون موقفك إذا رأيت أحدا يعاكس أختك أو قريبة لك ؟ كيف ترضاه لغيرك وتأباه لنفسك ،فاتق الله في بنات المؤمنين تكن بطلا ،وامتثل لقول العرب قديما :(كل ذات صدار خالة) فيجب عليك أن تحافظ عليها لأن عرضها من عرضك وإذا كنت لا ترضى أن يؤذيك أحد في أمك أو أختك أو ابنتك أو زوجتك، فعامل غيرك بالمثل وأعلم أنك كما تدين تدان.