قمم تسبق قمة أدهم جابر تكشف القمة المصرية السعودية التي عقدت أمس الأول بين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك، إضافة إلى القمة المتوقعة غدا بين الملك السعودي والعاهل الأردني عبدالله الثاني، أن الرياض حرصت على تلك القمم بهدف تنسيق المواقف قبل قمة دمشق المرتقبة في مارس المقبل، مع عدم إغفال إمكان حدوث نوع من الوساطة قد يقوم بها العاهل الأردني بين دمشقوالرياض في سبيل إقناع الأخيرة بحضور قمة دمشق. وإذا ما كان واقع المحور المصري السعودي الأردني القائم على قدر كبير من التفاهم بين أطرافه حول قضايا عدة في المنطقة يشير إلى أن هذا المحور متماسك وأنه قد يأخذ موقفا موحدا من قمة دمشق، إلا أن ذلك لا يمنع من تمايز الموقف الأردني عن الموقفين المصري والسعودي، وذلك على اعتبار أن عمان ترغب بعلاقات حسنة مع جارتها سوريا، وهي قد لا تسير في أي موقف قد يوتر العلاقة بينها وبين دمشق أو على الأقل يدفع العلاقات إلى فتور قد لا يريده الأردن في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة. إذن القمة المصرية السعودية هي الأساس في وضع أطر التحرك المقبل حول قمة دمشق والرغبة في إفشالها أو إنجاحها، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الموقفين المصري والسعودي النهائيين من قمة دمشق، مرتبطان بما سيحدث، مبدئيا، في لبنان مع تأجيل القضية الفلسطينية وقد ربطت الرياض بين الأمرين (القمة وأزمة لبنان) في أكثر من مناسبة والأمر لا يحتاج إلى تفسير أو تفصيل. صحيح أن قمة عربية بدون الطرفين الأكبر فيها (مصر والسعودية) سيكون مصيرها محكوما بالفشل نظرا لتأثير الدولتين في العديد من القضايا العربية لكن فشل أي قمة عربية ليس مرتبطا بهاتين الدولتين حصرا فلو تم نقل القمة العربية من دمشق وتم تغيير موعدها، كما تخطط لأن تفعل كل من مصر والسعودية عبر قممهم الجانبية، فإن مقاطعة سوريا لأي قمة من هذا النوع سيفشلها وذلك بحكم الدور الذي تلعبه سوريا في القضايا الرئيسية (فلسطين ولبنان والعراق). لابد للسعودية ومصر أن تعيدا حساباتهما حول جدوى مقاطعة قمة دمشق، فإذا كانت الدولتان حريصتين فعلا على إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية وحل ما للأزمة اللبنانية فعليهما أن تبحثا ذلك مع سوريا انطلاقا من قمتها. أما إذا كان العرب «المعتدلون» يرغبون بالتسويات الجانبية بعيدا عن سوريا فعليهم أن يجدوا جوابا لسؤال يطرحونه على أنفسهم: هل صحيح أنه يمكن إيجاد تسوية للقضية الفلسطينية وحل للأزمة اللبنانية دون سوريا ودون الإيمان بأهمية دورها كدولة مؤثرة في المنطقة؟، إذا وجدوا الجواب الصحيح قد نراهم في العاصمة السورية في مارس المقبل. عن صحيفة الوطن القطرية 26/2/2008