تحتفي مجلة الثقافة في عددها الجديد بالتراث الشعبي عبر العديد من المقالات التي قاربت قضاياه من عدة زوايا لعل أبرزها حماية التراث الشعبي وإشكالية الدخول في مجتمع المعلومات. أخذ الأدب الشعبي في مجلة الثقافة، الصادرة عن وزارة الثقافة، أهمية بالغة من خلال الالتفات نحوه تقديما ودراسة وبحثا في آفاقه المستقبلية، سيما أن الحديث منذ عقود من الزمن بشأن الأدب الشعبي ظل أسير الخطاب الكربلائي اعتبارا بأن الاهتمام به كان حبيس الدراسات الأكاديمية التي تتقيد بمناهج البحث العلمي• ففي عدد الثقافة هذه المرة وفقاً لجريدة "الخبر" المغربية" وقفات عدة مع الأدب الشعبي حيث يطرح الباحث تومي عبد الرزاق بعد الوقوف على قضية حماية هذا التراث مسألة انخراطه في مجتمع المعلومات، ويقارب الدكتور عبد الحميد بورايو أستاذ الأدب الشعبي بجامعة الجزائر منهجيا موضوع تحليل خطاب الحكاية الشعبية، كما يقدم الدكتور مصطفى حركات طبيعة الشعر الشعبي الجزائري من الناحية العروضية، بينما يكشف الدكتور أحمد زياد محبك أستاذ الأدب العربي من جامعة حلب السورية عن فانتازيا السحر والخيال في الحكاية الشعبية في الوقت الذي نادى الأستاذ كوسة نور الدين عبر مقاله الدراسات التراثية، الحد من خطر العولمة، بضرورة الاهتمام بالتراث الشعبي كونه حافظا أساسيا على الهوية الوطنية ومن أهم رموزها الثقافية• وقامت الثقافة في هذا العدد بمتابعة النشاطات الثقافية التي نظمت في إطار تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية متوقفة عند الأسبوع الثقافي المغربي في الجزائر، كما كشفت المجلة عن الوجه الثقافي لمدينة آشير عاصمة الزيريين الأولى، وكذا مدينة توات؛ حيث سحر الطبيعة وتنوع التراث، ولم تخل المجلة من فضاء للتشكيل حيث عرضت الرموز الأمازيغية لشمال افريقيا، كما قرأ الأستاذ أحسن ثليلاني توظيف التراث التاريخي في المسرح الجزائري عبر نموذج ماس نسن للشاعر عز الدين ميهوبي•