أبوظبي: توقع شكيب خليل وزير الطاقة الجزائري ورئيس منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" المنتهية ولايته حديثا أن يصل سعر برميل النفط إلى 60 دولاراً في نهاية العام الجاري في ظل التوقعات بتحسن الطلب العالمي خلال الربعين الثالث والأخير. وأكد خليل في آخر حوار صحفي قبيل انتقال رئاسة المنظمة إلى خلفه وزير النفط الأنجولي خوسيه بوتيلو دو فاسكونسيلوس والذي أجرته معه صحيفة " الرؤية الاقتصادية "، " أن أعضاء أوبك مضطرون للالتزام بمستويات الخفض المتفق عليها ..مشيراً إلى أن تراجع الاقتصاد العالمي وتباطؤ الطلب على النفط "يضطر المنتجين الى تخفيض إمداداتهم لأنه ليس هناك خيار آخر . وكان وزراء " أوبك " قد قرروا في اجتماعهم في فيينا في 15 الجاري الإبقاء على مستوى الانتاج الحالي ووعدوا بالعمل على رفع مستوى الالتزام بالتخفيضات المقدرة بحوالي 4.2 مليون برميل يومياً.. إلا أن خليل أوضح أن نسبة الالتزام تقدر ب80 في المئة فقط. واعتبر أن سعر 75 دولاراً للبرميل سعر معقول للمنتجين رغم أن السعر المعقول هو تصور نسبي بين المنتجين والمستهلكين إذ أن المنتجين يرون أن سعر 75 دولاراً للبرميل هو السعر المعقول..فيما يرى المستهلكون في مستوى 8 دولارات للبرميل سعراً مناسباً. وأوضح أن هناك تناقضاًً في آراء المستهلكين " فهم الآن يعتبرون أن سعر 40 دولاراً غير معقول وخلال ارتفاع الأسعار العام الماضي كانوا يتحدثون عن 60 و70 دولاراً للبرميل "..وقال " إن الأسعار إذا ما انخفضت كثيراً لا تخدم استخراج النفط من مناطق عدة في العالم لارتفاع تكلفة الانتاج" ضارباً مثالاً بالاحتياطات المستكشفة في البرازيل خلال العامين الماضيين. وحذّر خليل في كلمته التي اوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" من تكرار سيناريو الأزمة الاقتصادية التي عصفت بدول جنوب شرق آسيا في العام 1998 حيث أدى النزول القياسي لأسعار النفط إلى تقلص استثمارات الطاقة في مجالات الاستكشاف والتنقيب والتكرير لانخفاض ربحية الكثير من الحقول وانعدام الجدوى الاقتصادية في البحث عن مصادر عميقة للنفط ما تسبب في قفزة الأسعار خلال السنتين الماضيتين وأعطى فرصة للمضاربين للتحكم بأسعار السوق . وذكر خليل في حديثه عن المستويات الحالية لأسعار النفط أنه لا يجب مقارنة الأسعار بما كانت عليه في 2008 لأنها "سنة استثنائية" وذات خصوصية حيث إن الأسعار خلالها لم تكن عقلانية نتيجة المضاربات الكبيرة. وأضاف " إذا قارنا الأسعار الحالية بمعدل الأسعار من سنة 2000 إلى2007 والذي كان في حدود 50 دولاراً للبرميل نجد أن الأسعار اليوم منخفضة" وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية والركود الكبير.وقال " إن سعر 40 دولاراً للبرميل مقبول لو قورن بمستواه في العام 2000 لكن يجب ملاحظة أن تكلفة الانتاج ارتفعت بصورة أسرع من تحرك الأسعار". وأكد أن مخاوف نضوب النفط على المدى الطويل غير مبررة " فالمستقبل لا يزال للمحروقات وللطاقات الأحفورية ..مشيراً إلى أنه في العام 2050 ستكون طاقات النفط والغاز والفحم هي المسيطرة على 80 في المئة من مصادر الطاقة المستخدمة.