الرياض: أجاز الشيخ محمد صالح بن العثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية سابقا الصلاة على الميت بعد دفنه في القبر، ودلل على ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر امرأة بعدما ماتت وكان الصحابة قد دفنوها من غير أن يخبروا الرسول صلى الله عليه وسلم بموتها. وقال رحمه الله في محاضرة صوتية نشرها موقعه الرسمي على الانترنت أن الصحيح هو الصلاة على القبر ولو بعد شهر، إلا أن بعض العلماء قيده بقيد حسن واشترط أن يكون هذا المدفون مات في زمن يكون فيه هذا المصلي أهلا للصلاة، ومثال ذلك: رجل مات قبل عشرين سنة، فخرج إنسان وصلى عليه وله ثلاثون سنة، فيصح؛ لأنه عندما مات كان للمصلي عشر سنوات، فهو من أهل الصلاة على الميت، ومثال آخر: رجل مات قبل ثلاثين سنة، فخرج إنسان وصلى عليه وله عشرون سنة ليصلي عليه، فلا يصح؛ لأن المصلي كان معدوما عندما مات الرجل، فليس من أهل الصلاة عليه. وأضاف أنه لا يشرع لنا أن نصلي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وما علمنا أن أحدا من الناس قال إنه يشرع أن يصلي الإنسان على قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو على قبور الصحابة ، لكن يقف ويدعو " وأوضح ابن العثيمين رحمه الله أن بعض الفقهاء منع الصلاة على القبر مطلقا، وبعضهم قيده بشهر أو ثلاثة أيام، ولكن ليس هناك دليل على هذا التقييد حيث قال ابن حزم رحمه الله " أما أمر تحديد الصلاة بشهر أو ثلاثة أيام فخطأ لا يشكل ، لأنه تحديد بلا دليل " وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قد أفتى بأنه يجوز الصلاة على الميت بعد دفنه لمدة شهر بينما قال الإمام النووي: إذا حضر من لم يصل عليه بعد دفنه، وأراد الصلاة عليه في القبر أوأراد الصلاة عليه في بلد آخر جاز بلا خلاف .