السؤال: نظراً لظروف مرضي آخذ حقنا للتداوي في نهار رمضان فما حكم الدين في الصيام؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور عبداللطيف محمد عامر أستاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: إن ما يفسد الصيام هو ما يدخل الجوف من المنافذ الطبيعية كالفم والأنف والأذن وأن يكون الداخل إلي الجوف مما يمكن الاحتراز عنه كدخول المطر والثلج وأمثالهما فإذا لم يمكن للإنسان الاحتراز عنه لم يفطر إجماعاً أما بالنسبة للتداوي بالحقن ففي قول للمالكية إنها لا تفطر لأن ذلك لا يصل إلي المعدة ولا سبيل إلي تغذية الجسم بها تغذية مباشرة وإن كان ذلك مكروهاً إذا أمكن الاستغناء عنه أو تأجيله كحقن الفيتامينات وإذا كانت بعض هذه الحقن تحدث نشاطاً في الجسم وقوة عامة فإنها لا تدفع جوعاً ولا عطشاً. ومن ثم فإنها لا تأخذ حكم الأكل أو الشرب وان أدت شيئاً من مهمته ومن الفقهاء المحدثين مثل فضيلة الشيخ محمود شلتوت في كتابه الفتاوي يري أن الحقن كلها لا تؤدي إلي الافطار سواء كانت مغذية أم غير مغذية لأنها لا تدخل من المنفذ المعتاد للجسم فالحقنة الشرجية يدخل بها الماء في الجوف ولكن لا يصل إلي المعدة ولا تؤدي إلي الافطار والحقن الجلدية أو ما يعطي في العروق يسري أثرها في العروق ولا تدخل محل الطعام والشراب فلا تفطر وبناء علي هذا الرأي فإن أقماع البواسير أو المراهم أو التقطير في العين كل ذلك لا تأثير لشيء منه علي الصوم حيث إنه ليس بأكل في صورته ولا في معناه لأنه لا يصل إلي المعدة التي هي محل الطعام والشراب. ونود في نهاية هذه الاجابة أن نقول إن القاعدة الشرعية التي تعتمد علي قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "دع ما يريبك إلي ما لايريبك" تجعلنا نحطاط في أمور ديننا وبخاصة في العبادات فإذا كانت حقن العلاج مرتبطة بأوقات معينة لا سبيل إلي تأجيلها وإلا اضطرب الجسم أو تأجل الشفاء. فإنه لا حرج في تناول هذه الحق حيث لا ضرر ولا ضرار أما إذا كانت تحتمل التأجيل إلي ما بعد افطار الصائم فمن المستحسن تأجيلها إلي ما بعد المغرب حتي يتحول الصائم من الشك إلي اليقين والمسلم بين عزيمة تدعوه إلي الالتزام بالتكاليف الشرعية بكيفيتها وأوقاتها وبين رخصة تخفف عنه هذا الالتزام إذا وجد مشقة فيه حيث يقول الله تعالي: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" والله أعلم. المصدر: جريدة "الجمهورية" المصرية .